يجتمع أعضاء جامعة الدول العربية في القاهرة غدا الثلاثاء، 4 مارس، لـ”مواجهة” تهديدات الرئيس الأمريكي بالسيطرة على غزة، وترحيل الفلسطينيين من أراضيهم، واستعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي لخرق صفقة وقف إطلاق النار واستئناف الحرب الإبادة على غزة.
القمة، التي دعت إليها مصر، تهدف إلى التوصل إلى موقف عربي موحد يقدم بديلا يحترم حقوق الفلسطينيين ويجعل غزة صالحة للعيش مرة أخرى.
وفي 5 فبراير، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برغبته في “السيطرة” على غزة، وإعادة توطين الفلسطينيين في مصر والأردن، وتنفيذ “خطة إعادة تطوير” ستحول القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ورفضت مصر هذه الفكرة وأعلنت أنها ستقدم “رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة مع ضمان بقاء الفلسطينيين”، وأكدت أنها ستستضيف قمة عربية لمناقشة هذه الرؤية.
وفي 21 فبراير، اجتمعت مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي الست في الرياض للتحضير لجدول أعمال قمة الثلاثاء في القاهرة.
وحسب تقارير صحفية مصرية فإن الخطة ستستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات، مقسمة إلى ثلاث مراحل فنية، حسب الدبلوماسي المصري السابق محمد حجازي، تتمثل في التعافي المبكر وإعادة بناء البنية التحتية للخدمات وإعادة بناء المساكن، وتوفير الخدمات، ووضع “مسار سياسي لتنفيذ حل الدولتين”.
ويشير الخبراء إلى أن التحدي الرئيس الذي تواجهه خطة مصر هو التمويل، حيث ذكرت الأمم المتحدة أن إعادة إعمار غزة ستحتاج إلى أكثر من 50 مليار دولار.
وسيتم مناقشة هذا التمويل في القمة، حيث يُفترض أن تلعب دول مجلس التعاون الخليجي دورا رئيسا في تأمين الأموال، لكن لم تتضح بعد المبالغ التي يمكن جمعها.
ومن المتوقع أن تشهد القمة مناقشة سوريا الهجمات الجوية الإسرائيلية على “أهداف” في جنوبها وخارج دمشق.
ستكون دول مجلس التعاون الخليجي أساسية، خاصة فيما يتعلق بتأمين التمويل والنية الحسنة لتنفيذ الخطة المصرية.
ويأتي التحضير للقمة في وقت منعت إسرائيل، في اليوم الثاني من رمضان، دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، مدعية أن حماس “تنتهك” اقتراحا أمريكيا بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار طوال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
وعطلت إسرائيل فعليا المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، التي كان من المفترض أن تبدأ في 1 مارس، لأنها تتطلب انسحاب قواتها من غزة.
ورفضت حماس بالفعل تمديد المرحلة الأولى في بيان، مطالبة إسرائيل بالامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار وداعية المجتمع الدولي لممارسة الضغط.
وفي 19 يناير، بدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد 15 شهرا من القتل والقصف المكثف، حيث نص الاتفاق على وقف الأعمال العدائية عبر ثلاث مراحل تدريجية تؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من غزة.