احتضنت “دار الكيمياء”، في الـ 15 دجنبر الجاري، فعالية “الملتقى العام للجاليات الإفريقية”، المنظم من قبل المفوضية العليا للمغتربين الأفارقة، من أجل بحث سبل تعزيز التعاون في فرنسا، بقيادة المغرب وتحت رعاية الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وذلك بحضور عدد من أفراد الجالية الإفريقية، منهم سفراء ووزراء وشخصيات وازنة في المجتمع الفرنسي.
وفي هذا الصدد، أوضحت رشيدة كعوت؛ رئيسة المفوضية العليا للمغتربين الأفارقة، في تصريح قدمته لموقع سفيركم الإلكتروني، أن هذه الفعالية كانت فرصة لجمع الجاليات الإفريقية من أجل التفكير في القضايا ذات الاهتمام المشترك، قائلة: “هذا يوم عظيم، لأنه يثبت للعالم أن الجالية الإفريقية، بما في ذلك المغاربة المقيمون في فرنسا، قادرون على العمل معا من أجل معالجة القضايا التي تهمنا وتؤثر على حياتنا اليومية”، مضيفة أن هذا الالتزام يتجلى من خلال دعم بلداننا الأصلية عبر مشاريع التنمية، والاستثمار، ومساندة عائلاتنا التي بقيت في الوطن.
وأبدت رشيدة افتخارها بتمثيل المفوضية العليا للمغتربين الأفارقة، لحوالي 28 دولة إفريقية وعملها على توحيد الجهود والتفكير في حلول مستقبلية، قائلة: “إنه لشرف كبير أن نتمكن اليوم من جمع 28 جنسية من القارة الأفريقية، سواء من البلدان الفرانكفونية والأنغلوفونية، وحتى جزر الأرخبيل مثل السيشل”، مبرزة أن “هذا الحدث يمثل فخرا كبيرا لنا جميعا، حيث نجتمع للتفكير وإيجاد الحلول، لكن الأهم من ذلك تقديم مقترحات بناءة”.
وبدوره، شارك أيمن بن جاعة؛ وهو ناشط جمعوي في مجال العلاقات الفرنسية المغربية، في الموائد المستديرة المنظمة في هذه التظاهرة، حيث قال: “شاركتُ اليوم في مائدة مستديرة حول موضوع الشباب، التعليم، والسلام، إلى جانب السيدة سينم، رئيسة لجنة الشباب بالمفوضية العليا للمغتربين الأفارقة. كما أود أن أشكر السيدة رشيدة كعوت على دعوتها الكريمة”.
وأضاف قائلا: “كان لي شرف المشاركة أيضا في جلسة ثانية تناولت موضوع الشباب والسلام، بمشاركة السيد بلانكيه، وزير التعليم الفرنسي السابق، حيث كانت النقاشات غنية جدا ومليئة بالأفكار القيمة”، معربا عن سعادته بالمشاركة المغربية الكبيرة في هذا الحدث، ما يعكس التزام المغاربة العميق بالقضايا الإفريقية وقضايا الجالية، مؤكدا أن المغاربة المقيمين بالخارج يشكلون جزءا أساسيا من الجالية الإفريقية.
أما فوني ديارا؛ وهي مغنية أوبرا من مالي، فقد قالت “يشرفني أن أكون جزءا من هذا الملتقى العام للمغتربين الأفارقة في فرنسا، لقد كان حدثا رائعا حضرنا له بجد خلال الأشهر الماضية، واليوم، أديت النشيد الوطني الفرنسي أمام حضور يضم ممثلين عن أكثر من 28 جنسية، كانت بالفعل لحظة استثنائية بالنسبة لي، فأنا أؤمن بشدة بأن الأناشيد الوطنية تمثل رمزا للوحدة والتلاحم”.
وذكرت أنها دائما ما تحاول أداء أي نشيد وطني، وكأنه يعود لبلدها، متوجهة بالشكر لكل من سهروا على تنظيم هذا الملتقى، قائلة: “نحن في إفريقيا لدينا تاريخ مشترك، وعندما أغني أي نشيد وطني، أقدمه بكل شغف وكأنه نشيد بلدي، وأود أن أشكر جميع المنظمين على هذا الحدث المميز، خاصة السيدة رشيدة كعوت على هذه المبادرة الجميلة، ونائب الرئيس كريم كيتا وكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم. إنه لشرف كبير لي أن أشارك في هذا الحدث الملهم”.
وتقاسمت الناشطة الفرنسية من أصول مغربية، لطيفة بن زياتن، مع موقع سفيركم الإلكتروني حبها الكبير للمغرب، قائلة: المغرب بلادي التي أعشقها، وفرنسا هي البلد الذي بنيت فيه مستقبلي وحياتي وأسرتي، لذلك أحبهما معا”، لافتة إلى النظرة التي تبقى لصيقة بالجالية المغربية، حيث يتم اعتبارهم مهاجرين في بلد الإقامة، وحين يعودون إلى أوطانهم يقال عنهم أنهم مهاجرون، مشددة على أهمية عدم التنكر للأصل وضرورة التشبث بالجذور والوطن.
وأضافت لطيفة بن زياتن قائلة: “ما قامت به رشيدة كعوت، رئيسة المفوضية العليا للمغتربين الأفارقة، أمر في بالغ الأهمية، وأتمنى لها التوفيق دائما في هذا المجال، لأن التجمع دائما ما يسفر عن الخير”.
وعرف الملتقى حضور دجانانا دجونا؛ والد الفنان ميتر جيمس، الذي قال: “لقد تمت دعوتي مع ابني، لحضور هذه الفعالية، وأنا ما زلت أنتظره لأنه لم يصل بعد. وأؤكد أننا هنا لدعم ومساندة أسرتي بالكامل والجالية الإفريقية بنسبة 100%”.
وبدوره، شارك الفنان ومغني فن الراب “مروان”، في هذه التظاهرة الديبلوماسية، بأغنية تعكس عمق العلاقات الرابطة بين المغرب وساحل العاج، حيث قال: “اليوم، أمثل المغرب وأنا فخور بذلك، أديت هنا في فرنسا، وبالضبط في “بيت الكيمياء”، أغنية بعنوان “On n’est pas des gaousses”، وهي أغنية تعبر عن الصداقة بين ساحل العاج والمغرب. أنا فخور بتواجدي هنا، فخور بكوني أفريقيا، فخور بكوني مغربيا، وفخور بكوني فرنسيا.