تشتهر مدينة “لايدن” الهولندية الواقعة بين قطبي الدولة الأوروبية، أمستردام وروتردام، باحتضانها آلاف المغاربة والذين ينحدر معظمهم، في هذه المدينة الصغيرة، من أخرى بنفس حجمها بشرق المملكة المغربية.
وفي تقرير لها حول هذه المفارقة غير العجيبة، كونها تنتشر في عدة مدن هولندية وأوروبية، كشفت صحيفة “ليدس داجبلاد” الهولندية، أن ما يقرب من 70٪ من حوالي 4000 آلاف مغربي يقطنون في مدينة لايدن، أصولهم من فرع واحد وهو مدينة العيون الشرقية، البعيدة عن وجدة بنحو 60 كلم.
العيون الشرقية هي جماعة ترابية يبلغ عدد سكانها 40,000 نسمة، جاء الكثير من المغاربة منها إلى لايدن عبر الهجرة المتسلسلة، فقد قام العمال المغاربة الأوائل، بتشجيع من أرباب عملهم، بجلب إخوانهم وأبناء عمومتهم وأصدقائهم إلى المدينة المشتهرة بكونها حاضنة للجامعات.
وكان نصف سكان العيون الشرقية قبل عقود، يعملون في لايدن، كما يقول عمار حروي، الذي هاجر إلى لايدن في عام 1987 عندما كان عمره 17 عامًا، للصحيفة الهولندية.
وأضاف في حديثه للمنبر الإعلامي الهولندي، بأن “سكان العيون كانوا يعرفون مدينتين أوروبيتين فقط هما باريس، عاصمة فرنسا التي استعمرت المغرب لعقود، ولايدن”.
وتابع حاكيا، “بمجرد أن تتمكن من الحصول على جواز سفر، تختار إما باريس أو لايدن..لقد ذهب معظمهم إلى لايدن لأنهم كانوا يعرفون أنهم سيجدون الأسرة والأصدقاء هناك”.
ومن حيث الحجم، تعتبر الجالية المغربية الهولندية من بين أكبر الجاليا في هولندا. ووفقا لإحصاءات الحكومة الهولندية، يعيش حوالي 245 ألف مغربي في هولندا في عام 2022، منهم حوالي 60٪ ولدوا في هولندا.
وينحدر غالبية الهولنديين المغاربة من منطقة الريف الشرقي والغربي إضافة لمنطقة “جبالة”، ويتحدث الجيل المغربي الهولندي الثاني المولود في الأراضي المنخفضة، اللغة الهولندية بشكل أساسي، بينما يتحدثون اللغة العربية أو الريفية والدارجة بطلاقة أقل.
تعليقات( 0 )