كشفت تقارير إعلامية فرنسية أنه من المتوقع أن يعقد في الأيام المقبلة، لقاء بين المسلمين والمسيحيين في أوروبا، مبرزة أن هذه الفكرة طرحت خلال اللقاء الذي جمع شمس الدين حفيظ، عميد مسجد باريس الكبير، بالبابا فرنسيس، اليوم الإثنين في الفاتيكان.
وأوضحت صحيفة “Le Figaro” الفرنسية، أن هذا اللقاء، الذي من المرجح أن يعقد في باريس خلال هذه السنة، تحت إشراف البابا فرانسيس، يهدف إلى تعزيز الروابط بين المسلمين والمسيحيين وترسيخ قيم التسامح بينهم، لا سيما في ظل التحديات الاجتماعية والثقافية التي تمر منها أوروبا.
وأضاف المصدر ذاته، أن شمس الدين حفيظ، قد اقترح أن يتمحور اللقاء حول شخصية القديس أوغسطينوس، الذي لعب دورا كبيرا في ربط الشرق والغرب، على غرار “لقاءات أسيزي” السنوية، التي أطلقها، قبل ثلاثين عاما، البابا يوحنا بولس الثاني، في الـ27 أكتوبر 1986، بهدف تعزيز الحوار الديني.
وواصل المصدر ذاته أن عميد مسجد باريس الكبير، أكد أن التاريخ الأوروبي شاهد على مخاطر التعصب والتطرف، مشددا على أهمية العمل المشترك من أجل الحفاظ على القيم الإنسانية التي تنتصر لها القارة الأوروبية.
وأعرب حفيظ عن أسفه من تنامي الصور النمطية السلبية عن الإسلام، مبرزا أنه في الغالب ما يُنظر إليه من زاوية الإرهاب والعنف، ما يكرس الخطابات العدائية اتجاه المسلمين، ويزيد من حدة التمييز الممارس عليهم.
وشدد نفس المتحدث على أن مسلمي أوروبا جزء مهم من المجتمع الأوروبي، لا سيما وأنهم يتصرفون كمواطنين فاعلين، يسعون إلى “بناء مستقبل يعمه السلام”، مستدركا أن هذه المجتمعات أصبحت تعاني من مشاعر الخوف وعدم الثقة، ما يستدعي جهودا إضافية لتعزيز التفاهم والتعايش المشترك.
وذكر حفيظ بمواقف البابا فرنسيس، الذي ندد بشكل مستمر “بخطابات الكراهية والانغلاق الهوياتي”، مشددا على أن “خلاص مجتمعاتنا يكمن في الوحدة والانسجام، وليس في التفرقة والانقسامات”.