رفضت لجنة الداخلية في البرلمان الإسباني، مشروع القانون الذي كان قد تقدم به حزب “فوكس”، القاضي بمنع توزيع المهاجرين القاصرين غير المصحوبين بذويهم والذين هم في غالبيتهم مغاربة، على مختلف المناطق الإسبانية، وذلك بعد امتناع حزب الشعب عن التصويت لصالح المشروع وتصويت بقية الأحزاب ضده.
وحسب الصحافة الإسبانيةن فإن فرانسيسكو خافيير أورتيغا، وهو نائب عن حزب “فوكس” المعروف بمواقفه المعادية للمغرب وللمهاجرين، قد أشار أثناء دفاعه عن مشروع قانون إلغاء توزيع المهاجرين القاصرين على مختلف المناطق الإسبانية، إلى أن عدد القاصرين قد ارتفع بنسبة تزيد عن 221.4% خلال السنوات الأخيرة، مبرزا أن لهذه الزيادة تأثير مباشر على معدلات الجريمة. كما أوضح أن القاصرين غالبا ما يقعون ضحية للمافيات المتخصصة في الاتجار بالبشر، ولا سيما في الدعارة والمخدرات والسرقة.
وانتقد أورتيغا في مداخلته ما وصفه بـ”التوزيع الإجباري” للأطفال القاصرين، معتبرا أن هذه الخطوة ستدفع المزيد من القاصرين إلى الهجرة غير النظامية، مشيرا إلى أن أقارب وأصدقاء هؤلاء القاصرين يعتقدون أن دخولهم إسبانيا بشكل غير قانوني قد جلب لهم فوائد اجتماعية ودعم حكومي لا يتوفر غالبا للشباب الإسبان.
ودعا عضو حزب فوكس إلى وقف سياسة الحدود المفتوحة وإعادة المهاجرين القاصرين إلى بلدانهم الأصلية للبقاء مع أسرهم، مطالبا في ذات الوقت بوقف “التسوية الجماعية” للمهاجرين.
ومن جانبه، وصف النائب الاشتراكي مانويل أريباس اليمين بأنه يغيب الحس الإنساني ويماري “العنصرية الانتقائية”، متهما مكونات الحزب بنشر الأكاذيب والترويج للكراهية، ومؤكدا على ضرورة عدم تجريم المهاجرين، مستشهدا بوصايا المسيح في محبة الجار.
وبدوره، انتقد كارلوس ألبرتو سانشيز من حزب الشعب، الحكومة الحالية لعدم تقديمها حلولا فعالة لمشكلة الهجرة غير النظامية، مستنكرا عدم تعاون حزب “فوكس” في تطبيق سياسات حزب الشعب التي نجحت سابقا في الحد من هذه الظاهرة.
ووصف إنريكي سانتياغو من حركة “سومار”، مقترح “فوكس” بـ”المقزز”، مؤكدا أن القاصرين الأفارقة ليسوا مشكلة لدولة مثل إسبانيا التي يبلغ عدد سكانها 50 مليونا، لكنهم يشكلون تحديا فقط في مناطق مثل سبتة وجزر الكناري، التي يحرص فيها اليمين دائما على إشعال فتيل الأزمة.
تعليقات( 0 )