راجت أنباء مؤخرا عن إمكانية قيام السلطات الموريتانية بفتح معبر حدودي ثان مع المملكة المغربية، انطلاقا من منطقة بير أم كرين شمالي موريتانيا وعبر بلدة أمكالا الحدودية غرب الجدار الرملي، ليصل بطريق معبدة إلى مدينة السمارة جنوب المملكة، حيث تباشر السلطات المغربية بناء وتعبيد الطريق الرابط بين المدينة والمنطقة الحدودية، مع إنشاء محطات للاستراحة.
ومع نشر السلطات الموريتانية لائحة المعابر الحدودية الرسمية، التي تضمنت معبرا حدوديا دوليا في منطقة أمكالا وبير أم كرين، عززت هذه المعطيات ما ذهب إليه البعض من أن السلطات الموريتانية تستعد، بالتنسيق مع المملكة، لإحداث معبر ثان بين البلدين يربط الزويرات الموريتانية بمدينة السمارة.
غير أن الناشط الصحراوي المنشق عن جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، استبعد قيام السلطات الموريتانية بفتح معبر حدودي آخر مع المغرب قبالة مدينة السمارة، مشيرا إلى أن “لائحة المعابر الدولية التي نشرتها السلطات الموريتانية تتضمن ثمانية معابر دولية على طول الحدود الموريتانية المغربية، من نقطة الكركرات وصولا إلى تندوف على الحدود الجزائرية، وليس معبرا واحدا أو اثنين”.
وكشف مصطفى سلمى، في تصريح لمنبر “سفيركم”، أن “كل هذه المعابر الثمانية الواردة في الوثيقة الموريتانية تقابلها ناحية عسكرية للبوليساريو، وهي تُستخدم أساسا لدخول الصحراويين من ساكنة المخيمات وعناصر البوليساريو، وتُسمى دولية لهذا الغرض”.
وعن الأسباب التي تمنع موريتانيا من جعل المعبر المذكور معبرا حدوديا مع المغرب، قال ولد سيدي مولود إنها “تتعلق أساسا بعدم رغبة موريتانيا في المجازفة بالوقوع في تصادم مع البوليساريو، التي هددت علنا بمهاجمة موريتانيا في حال إقدامها على فتح المعبر مع المغرب في تلك المنطقة”.
وأضاف المتحدث موضحا أن “المعبر المذكور لا يشكل أي أهمية اقتصادية للمغرب ولا حتى لموريتانيا، مقارنة بأهمية معبر الكركرات وميناء الداخلة الأطلسي الذي يعول عليه المغرب استراتيجيا، فالمدينة التي يصل إليها المعبر في الجانب الموريتاني صغيرة وليست مركزا اقتصاديا أو تجاريا مهما”، بحسب ولد سيدي مولود.
ولفت مصطفى سلمى إلى أن “اعتبار هذا الطريق أقصر الطرق لدول الساحل هو قول خاطئ، إذ إن الطريق الرابط بين الزويرات ومالي يمر عبر منطقة خالية غير مأهولة، لا توجد فيها مدينة أو قرية، وهي صحراء قاحلة لا تمر فيها سوى الجمال”.
وختم القيادي السابق في أمن البوليساريو بالقول إن “إنشاء المعبر الجديد بين السمارة والزويرات، إن تم، فسيكون ذا جدوى سياسية وليس اقتصادية بالنسبة للمغرب، كما أنه سيُعتبر حسما لموقف موريتانيا من مغربية الصحراء، غير أنه استبعد ذلك مجددا بسبب تداعياته العسكرية والأمنية على موريتانيا”.