وصفت عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، تجربة الإسلام السياسي في المغرب بـ”المميزة”، لكن التجربة “حُجِّمت بمنطق الانتخابات” بسبب خصوصية هذه العملية في المغرب حسب تعبيرها.
وأضافت ماء العينين خلال ندوة حول حصيلة التجربة وأسئلة المستقبل لحزب العدالة والتنمية، المنظمة يوم أمس السبت بالرباط “لقد حافظنا على وجود التنظيم على الأقل”، مردفة أن من نجاحات “البيجيدي” أن اقتنع الجميع بأن “الحزب حالة وطنية أنتجها السياق الوطني”، ويمثل فئة واسعة من المغاربة التي تمارس التدين الإسلامي المغربي المعروف تاريخيا.
وفي معرض حديثها حول سياق نشأة الحزب، أوضحت عضو الأمانة العامة للبيجيدي أن” النشأة الأولى للحزب جاءت استجابة لحاجات، وإلا ماكان ليقرر تأسيس حزب خرج من حركة إسلامية”، مؤكدة أن جميع الأحزاب التي نشأت ولها إيديولوجية كانت لها امتدادات قبلية سواء كانت منظمة أم لا.
وتابعت أن البيجدي تميز عمليا بحضوره بالساحة السياسية بشكل فاعل لوجود امتداد قوي يؤطر أعضاءه، موردة أن قابلية تحديد الملامح العامة لتفكير وتوجه العضو المنتمي للحزب ممكنة لأنه لم يأت من فراغ وإنما من امتدادات سابقة كان لها تأثير على تكوينه السياسي.
وفي سياق نقاش علاقة السياسي بالدعوي، أفادت المتحدثة ذاتها أن الحزب اختار الانخراط في الحياة السياسية وشارك في تدبير الشأن العام بينما بقيت الحركة هي نفسها حركة دعوية، وفي لحظة تقاطع بين المجموعتين بدا الفرق بين فريق مارس العمل السياسي وولج المؤسسات واحتك بالإكراهات وبدأ يكتسب الطابع البراغماتي وبين فريق بقي يمارس العمل الدعوي.
وأرجعت ما سبق إلى حالات عدم قبول الحركة التبريرات التي يمكن أن يقدمها الحزب بنفس سياسي براغماتي مفروض من الموقع الذي يمارس فيه في نسق سياسي وصفته بـ”غير العادي والصعب والمركب”، مضيفة أن القرار لا يمكن أن يكون مستقلا أو أن يرجع لك وحدك كفاعل سياسي في أي موقع كنت فيه داخل هذا النسق.
وأوردت ماء العينين بأن ههذا الإشكال الذي بدأ بين الحزبي والدعوي كان تجليه الكبير لحظة 2021 ومدى تأثير التحفظ، القبول أو رفض حركة التوحيد والإصلاح للموقف السياسي للحزب واختياراته الكبرى.
تعليقات( 0 )