رفض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مرشحة اليسار لتولي رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، مبررا قراره عقب المفاوضات التي جرت أمس الإثنين، بأن تشكيل حكومة يسارية لن يؤدي إلى استقرار البلاد وسيتم حجب الثقة منها بسرعة في البرلمان.
ورشح تحالف اليسار، الخبيرة الاقتصادية والفاعلة المدنية، لوسي كاستيتس، البالغة من العمر 37 عاما كمرشحة محتملة لمنصب رئاسة الحكومة، غير أن ماكرون رفض الترشح.
وخلق قرار ماكرون حالة من الغضب في أوساط تحالف اليسار، حيث اعتبر عدد من زعماء اليسار بأن ماكرون لا يحترم نتائج الانتخابات التي منحت لتحالف اليسار الصدارة، بالرغم من عدم الحصول على الأغلبية الكافية.
ونقلت الصحافة الفرنسية في هذا السياق، تصريح اليساري البارز، جون لوك ميلونشون، رئيس حزب فرنسا الأبية، الذي اتهم ماكرون بخلق “وضع خطير بشكل استثنائي”.
ويزداد المشهد السياسي في فرنسا تأزما منذ أن أفرزت الانتخابات التشريعية المبكرة بين نهاية يوليوز الماضي وغشت الجاري، عن نتائج لا تساعد أي تكتل سياسي في تحقيق الأغلبية التي تخول له تولي رئاسة الوزراء دون الدخول في مفاوضات مع أطراف أخرى.
وطالب ماكرون بجولة مفاوضات جديدة من أجل الوصول إلى رئيس وزراء متوافق عليه، وبالتالي تشكيل حكومة قادرة على الصمود في البرلمان وعدم الاطاحة بها.
وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات المبكرة التي كان قد دعا إليها ماكرون الشهر الماضي، فشلت في إخراج فرنسا من مأزق البرلمان المعلق الذي جعل معسكره يدير حكومة أقلية منذ 2022، حيث أفرزت النتائج عن انقسام البرلمان أو الجمعية إلى 3 كتل سياسية.
ويتعلق الأمر بتحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يجمع الأحزاب اليسارية والذي يملك أكثر من 190 مقعدا، يليه معسكر الرئاسة الذي فاز بـ 160 مقعدا، والتجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يملك 140 مقعدا.
تعليقات( 0 )