قال الباحث في العلاقات الدولية، نضال بنعلي الشرقاويإن زيارة دي ميستورا إلى المغرب تضع الأمم المتحدة أمام لحظة حاسمة، إما الانخراط في مسار واقعي ومبني على التوافق، أو الإبقاء على الوضع القائم بكل ما يحمله من مخاطر على الأمن الإقليمي.
وتابع في تصريح خاص لصحيفة “سفيركم”، أن التحدي الأكبر الذي يواجه الأمم المتحدة اليوم لا يتمثل في مجرد إدارة النزاع، بل في قدرتها على الدفع الفعلي نحو حل نهائي، يأخذ بعين الاعتبار واقع الميدان، والشرعية التاريخية والقانونية للموقف المغربي، ويُخرج الملف من منطق التجميد إلى أفق التسوية.
بنعلي اعتبر أن الرهان اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، هو على نجاعة الدبلوماسية الأممية في تجاوز حالة الجمود، وتفعيل المسار السياسي بشكل جدي، عبر إشراك جميع الأطراف المعنية، دون استثناء، مشيرا إلى الجزائر في مقدمة هذه الأطراف، باعتبارها طرفا رئيسيا في هذا النزاع، كما نصّت على ذلك بوضوح قرارات مجلس الأمن المتتالية.
وخلص المتحدث إلى أن “زيارة ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، إلى الرباط، تحمل دلالات استراتيجية في توقيتها ومضمونها”، مرجعا ذلك إلى المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، وتزايد الدعم الدولي المتواصل لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية كحل سياسي نهائي وواقعي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.
وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن زيارة “دي ميستورا” التي تندرج في إطار جولة إقليمية، تأتي عشية المشاورات غير الرسمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المرتقبة منتصف شهر أبريل من السنة الجارية.