قال محمد بودن، خبير في الشؤون الدولية المعاصرة، إنه “من الواضح أن سيادة المغرب على صحرائه تمثل اليوم حقيقة ثابتة و مؤكدة في مواقف و مبادرات العديد من القوى الدولية و الإقليمية”، مبرزا أنه هنا يمكن استحضار الموقف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية والموقف الفرنسي بدلالاته الكبرى والموقف المعمق لإسبانيا والموقف المتقدم لألمانيا وعدد من الدول الأوروبية والأفريقية وأخرى من أمريكا اللاتينية و الكارايبي وآسيا فضلا عن المواقف المتأصلة لدول الخليج ودول أخرى في الشرق الأوسط.
وبخصوص قرار دولة تشاد بفتح قنصلية عامة بالصحراء المغربية، أكد محمد بودن في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، بأن “هذا القرار يعكس اختيار تشاد للوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ ويأتي القرار في سياق مطبوع بالرمزية لاسيما في غمرة احتفال المغاربة بالذكرى 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب وبعد ثلاث أيام من احتفال تشاد بالذكرى 64 لاستقلالها”.
وأضاف بودن أن أهمية قرار دولة تشاد “تكمن في كونها الدولة السابعة من أصل 11 دولة التي تشكل المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا والدولة الرابعة من أصل 06 دول تشكل المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا، موضحا أن تشاد قامت بفتح قنصلية لها بالصحراء المغربية فضلا عن كونها بلدا فاعلا في تجمع سين صاد وعدد من الآليات القارية والإقليمية لاسيما في الساحل.
واعتبر بودن أننا أمام تحول نوعي من شأنه أن يعزز رافعات العمل و يدشن مرحلة جديدة في العلاقات مع إنجامينا التي سحبت اعترافها بالكيان الوهمي منذ سنة 2006.
وأكد محمد بودن في تصريحه، على أن سيادة المغرب على صحرائه تمثل اليوم قاعدة مستقرة في مواقف عدد من الدول وعنوانا لإرادة دولية واسعة النطاق لدعم معايير الحل كما وردت في قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار الأخير 2703”. مبرزا أن الأمر يتعلق بمسار ديناميكي لا يمكن إعادة عقارب زمنه إلى الوراء، و هو من ثمار التوجه الاستراتيجي والعملي للملك محمد السادس ورؤيته الدبلوماسية الاستشرافية التي جعلت من الصحراء المغربية النظارة التي تقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات بما لا يترك مجالا للغموض و الضبابية.
وأردف ذات المتحدث: “إذا كانت مغربية الصحراء تمثل حجر الزاوية في العلاقات المغربية مع العالم، فإنها حقيقة متجذرة في التاريخ و القانون الدولي، وقد توصلت العديد من الدول إلى قناعة جوهرية وإدراك لمكانة الصحراء المغربية باعتبارها مصلحة أساسية وعليا للمغرب ليس فقط من الناحية الاستراتيجية و السياسية، بل أيضا فيما يتصل بالأمن القومي والقضايا الداخلية المصيرية والعلاقات الدولية للمغرب.
وشدد على أن إقرار الدول بسيادة المغرب على صحرائه بشكل واضح ومتقدم من شأنه خلق مستقبل مشرق للعلاقات المغربية مع هذه الدول، معتبرا أنه لكون الدول تعتمد على شبكة تحالفات وصداقات واتصالات فإن اتخاذ دول وازنة كفرنسا لقرارها الأخير من شأنه أن يدفع المزيد من الدول أن تحذو حذوها سواء بتوضيح موقفها أو بفتح قنصلية عامة لها بالصحراء المغربية.
واستطرد الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، قائلا إن “الموقفين الفرنسي و الإسباني أقاما الدليل على حقائق الأمور في ملف الصحراء المغربية بالنظر للاتفاقيات التي تجمعهما بالمنطقة والوثائق والرسائل المتبادلة حول المنطقة و بالتالي يمكن فهم سبب رد الفعل و الاستياء حول الموقفين لدى خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وتابع محمد بودن تصريحه ل”سفيركم” الإلكترونية، بأن قضية الصحراء المغربية دخلت “مرحلة حاسمة بتطور منظور دولي يعتبر سيادة المغرب على صحرائه هي الركيزة الصلبة للاستقرار والتنمية في منطقة الساحل وشمال غرب أفريقيا، ومن شأن هذه التطورات الإيجابية لصالح المغرب أن يكون لها صدى كبير في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية شتنبر القادم وأثناء تبني القرار الأممي بشأن الصحراء المغربية في نهاية أكتوبر القادم “.
وأشار بودن إلى أن تضييق الخناق عل تسلل الكيان الوهمي للمشاركة في قمم الشراكات بين أفريقيا والقوى الدولية أصبح قاعدة للممارسة في توجيه الدعوات فقط للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسيتجلى ذلك مجددا في منتدى التعاون الأفريقي -الصيني (فوكاك) خلال الأسبوع الأول من شتنبر القادم ببكين، وستمثل الذكرى 49 و50 للمسيرة الخضراء مناسبتين لاستعراض زخم المكاسب الدبلوماسية الجديدة والهيكلية والتي تعزز الواقع التنموي المزدهر بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
تعليقات( 0 )