قال ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، إن الهزة الزلزالية التي حدثت فجر البارحة في عرض سواحل البرتغال، أثارت بعض القلق فيما يتعلق بإمكانية حدوث تسونامي.
وأوضح جبور، في تصريحه لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أنه بالنظر إلى أن قوة الزلزال لم تتجاوز ست درجات على مقياس ريختر، كان احتمال حدوث تسونامي ضعيفا جدا، وأضاف أنه تم الانتظار لمدة عشر دقائق للتأكد من عدم وقوع أي اضطرابات في مستوى سطح البحر، وهو ما تم تأكيده لاحقا عبر المراصد المتخصصة.
وأشار رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، إلى أن الزلازل الكبيرة التي تحدث في عرض المحيط غالبا ما تتبعها إنذارات بإمكانية حدوث تسونامي، خصوصا إذا كانت الزلازل قوية، وهذه قاعدة عالمية تستدعي من الجهات المختصة أن تكون على مستوى من الجاهزية والتأهب لمواجهة هذا الخطر المحتمل.
وأضاف المتحدث ذاته، أن المغرب يشهد حاليا انطلاق ورشة كبيرة للتحضير لمواجهة جميع المخاطر الطبيعية، وخاصة التسونامي، مؤكدا أن التحضير لمواجهة خطر التسونامي يتطلب تجهيز مناطق آمنة على الشواطئ وتوجيه المواطنين بإشارات واضحة إلى تلك المناطق الآمنة، والتي يجب أن تكون في أماكن مرتفعة عن مستوى سطح البحر.
كما يجب أن تأخذ هذه الأماكن في الاعتبار أسوأ السيناريوهات المحتملة لوصول الأمواج، وذلك لضمان اختيار أماكن أعلى من مستوى أي أمواج قد تصلها.
وفي سياق حديثه، أشار جبور إلى أن مدينة الجديدة احتضنت أول مشروع للاستعداد لمواجهة التسونامي بالتعاون بين المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومعهده الوطني للجيوفيزياء وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وتحت إشراف منظمة اليونسكو.
ونوه المصدر ذاته، بهذه التجربة التي كانت إيجابية رغم أنها أثارت بعض الهلع بين السكان المحليين عندما رأوا اللوحات الإرشادية في الشوارع التي توجههم إلى المسارات الآمنة، وتمنى جبور أن ترى مدن شاطئية مغربية أخرى في المستقبل مثل هذه الإشارات والعلامات التوجيهية، سواء على الجانب المتوسطي أو الأطلسي.
وأشار هذا الأخير إلى أن التحضير لمواجهة أمواج التسونامي والتخفيف من آثارها يستلزم إجراء تمارين أو تدريبات دورية لإخلاء الشواطئ والأماكن المهددة، وذكر أن هذه التمارين أصبحت أمرا عاديا في دول محيط الهادي، لكنها لا تزال تجارب جديدة في الدول المطلة على البحر المتوسط.
كما أكد على أهمية أن تكون هذه التمارين روتينية تجرى مرة واحدة على الأقل في السنة للحفاظ على المعلومات المكتسبة وضمان جاهزية السكان.
وفي ختام تصريحه، الذي خص به جريدة “سفيركم”، أشار جبور إلى أن أسوأ سيناريو للتسونامي بالنسبة للمغرب هو حدوث تسونامي مشابه لذلك الذي وقع عام 1755 بعد زلزال لشبونة في البرتغال.
وذكر أن المغرب عاش حادثة مشابهة تقريبا فجر البارحة، لكن قوة الزلزال كانت أقل بكثير من زلزال 1755، موضحا أن زلزال 1755 وقع تقريبا في الساعة العاشرة صباحا، ووصلت أمواج التسونامي إلى الشواطئ المغربية الأطلسية بعد حوالي 50 دقيقة، وهو ما يعرف بزمن رد الفعل.
وأكد ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء،على ضرورة التدريب على الإجراءات الطارئة خلال هذا الزمن المحدود لضمان إخلاء المناطق الحساسة وتوقيف الأجهزة الحساسة على الشواطئ في الوقت المناسب، مشددا على أهمية التزام الجميع بهذا التوقيت لتكون استجابة المجتمع في مستوى الخطر.
تعليقات( 0 )