مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي يحظى بقدسية كبيرة عند جل العائلات المغربية، وبينما تحرص فئة كبيرة من الناس على الالتزام بهذه السُنّة، والمداومة عليها، تثار مجموعة من التساؤلات حول الشروط الواجب توفرها في الأضحية، لا سيما وأن العديد من الناس قد لا يكونوا على علم بشروطها وضوابطها وحكم الشرع فى تنظيمها.
وفي هذا الصدد، حددت الشريعة الإسلامية مجموعة من الضوابط والشروط الواجب توفرها في الأضحية، حيث أنه بحسب السنة النبوية، تقبل الأضحية من بهيمة الأنعام، حيث قال تعالى: “ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام”، والمقصود بها الإبل، والبقر، والغنم والماعز والجاموس، وتجوز بالذكور والإناث على حد سواء، ولا تصح الأضحية بالدجاج أو الأرانب أو الغزلان أو غيرها.
وحدد الإسلام في أضحية العيد شرط السن، لضمان أن تكون مكتملة النمو، فبالنسبة للغنم يجب أن تكون قد أتمت ستة أشهر على الأقل، وللمعز سنة كاملة، أما البقر والجاموس فيجب أن تكون قد بلغت السنتين، وبالنسبة للإبل فمن المستحسن أن تقل عن خمس سنوات.
ومن المهم أن تكون الأضحية خالية من العيوب الظاهرة للعيان، التي قد تؤثر على قيمتها أو تخل باللحم، أو تؤثر في المنظر العام، وتشمل هذه العيوب؛ العمى الواضح، والمرض البين، والعرج، ثم النحافة الشديدة. وهذه الشروط تأتي من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم الذي حث على تقديم أفضل ما يمكن من الأضاحي، فقد روى الترمذي عن البراء بن عازب قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أربع لا تجوز في الأضاحي – وفي رواية : لا تجزئ – العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ظلعها ، والكسيرة التي لا تنقي”.
ويشترط أن يكون مظهر الأضحية حسنا، أي لا يكون قرنها مكسورا ولا عجاف أو هزيلة أو مريضة، كما يجب أن لا تكون أسنان الأضحية مكسورة، ولا عوراء أو عمياء، ولا مقطوعة اللسان أو الأنف، أو الأذنين أو إحداهما، ومن المهم أن تكون عيونها لامعة ليس بها أي احمرار، ولا يحبذ أن تكون فيها فراغات بالجلد توحي بإصابتها بمرض جلدي، ويفضل كذلك أن لا تكون مصابة بالإسهال، أو تكون فضلاتها ملتصقة بجسدها من الخلف.
وتضاف إلى قائمة الشروط التي حددها عدد من علماء الدين، أن تظهر على الأضحية إشارات توحي بالنشاط والحركة وعدم وجود مشاكل في الشهية، وألا تكون بجسمها أي جروح أو أورام، ويفضل تجنب قليلة اللحم، حيث يمكن التمييز بينهما عن طريق الإمساك بسلسلة الظهر فإذا كان ملمس الفقرات من الداخل سهلا، فإن ذلك يدل على ضعف الحيوان، والعكس صحيح، كما يحبذ اجتناب الخروف المنفوخ البطن لأنه يكون ممتلئا فقط بالماء والملح.
ويجب أيضا أن تكون الأضحية ملكاً للمضحي، أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع، أو مالكها، لأنه لا تجوز التضحية ببهيمة ليست في ملك المضحي، أو مسروقة أو مأخوذة بدعوى باطلة؛ لأنه لا يصح التقرب إلى الله عن طريق معصيته. وينبغي كذلك أن تكون الأضحية قد تناولت تغذية سليمة وكافية قبل الذبح، فالأضحية السليمة تكون ذات لحم جيد ومذاق جميل، ما يعكس أهمية الاعتناء بغذاء الأضحية قبل العيد.
تعليقات( 0 )