تحتضن “دار المغرب” في باريس، خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 29 يونيو الجاري، معرضا فوتوغرافيا للفنان المغربي بوعبيد المكناسي، بعنوان “ذاكرة العدسة”، يعرض فيه سلسلة بورتريهات بالأبيض والأسود لأفراد من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا.
وأوضح موقع “Le Parisien Étudiant” أن الصور المعروضة في المعرض توثق لشخصيات ثقافية، وفنية، وأدبية بارزة، من قبيل: محمد الجم ونزهة الركراكي، ولطيفة رأفت، وعبد الوهاب الدكالي، ثم الكاتبة ليلى سليماني، والشاعر عبد اللطيف اللعبي، بالإضافة إلى الدبلوماسيان شكيب بنموسى وفتح الله السجلماسي.
وأوضح بوعبيد المكناسي في تصريح قدمه للموقع الفرنسي، أن اختياره عنوان “ذاكرة العدسة” لم يكن اعتباطيا، بل يعكس ما يطلق عليه “الأرشفة العاطفية”، قائلا: “أصور الوجوه وأنا مؤمن أن كل وجه يختزن قصة تتجاوز ملامحه، أحاول أن أُظهر ما لا يُقال، وما لا يُرى بسهولة”.
وأكد أن اختيار عرض الصور بالأبيض والأسود ليس خيارا تقنيا فحسب، بل جماليا أيضا، قائلا: “هذا النمط البصري يحرر الصورة من ضجيج الألوان، ويعيد ترتيب الانتباه نحو الجوهر: الضوء فوق الجبين، تجعد دقيق عند زاوية العين، أو ومضة حزن في نظرة صامتة. الأبيض والأسود يمنح البورتريه شيئا من الوضوح والصدق”
وذكر أن جميع الصور التقطت في العاصمة الفرنسية باريس، مبرزا أن المدينة تلعب دورا مهما في مشروعه، حيث قال: “باريس ليست مجرد خلفية للصور، بل هي مكان يعكس حياة المغاربة في الخارج، مدينة فيها كثير من القصص، والتفاصيل، والحنين”، مشيرا إلى أنه اختار مواقع التصوير بعناية، من أحياء هادئة إلى ورش فنية قديمة، كي يربط بين التجربة الفردية وظروف العيش في المهجر.
وشبه المكناسي المعرض بالتحقيق المصور، الذي يطرح سؤال: “ماذا نأخذ معنا حين نغادر بلدنا؟ هل هي اللغة؟ الذكريات؟ أم طريقة الكلام؟”، مضيفا : “أنا لا أبحث عن إجابة مباشرة، بل أترك الصورة لتتحدث. كل صورة تقول شيئا عن الغربة والعمل والحياة”.
وشدد الفنان الفوتوغرافي المغربي على أن هذا المشروع لا يهدف بالأساس إلى تخليد الماضي، بل هو محاولة لتوثيق الذاكرة الحية، قائلا: “بعض من التقطت صورهم ما زالوا يواصلون مسيرتهم، وآخرون رحلوا. لكن الصور تظل حاضرة. تذكّرنا بأن الفن يمكن أن يحتفظ باللحظة، ويمنحها معنى جديدا”.