في سابقة هي الأولى من نوعها، قامت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، بزيارة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، مرفوقة بنظيرها المغربي، المهدي بنسعيد.
وتعتبر هذه الزيارة علامة فارقة في العلاقات المغربية الفرنسية، حيث لم يسبق لأي وزير فرنسي أن زار هذه المنطقة من المملكة من قبل.
وقد حرصت داتي، ذات الأصول المغربية، على التأكيد بأن زيارتها ليست مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل لحظة تحمل أبعادا سياسية واضحة.
وقالت في كلمتها خلال الزيارة، “أنتم تعرفون قصتي، تعرفون قناعاتي، وتعرفون أيضا علاقتي بالمغرب. لذلك، كنت حريصة على أن أكون الأولى”.
وأبرزت الوزيرة الفرنسية أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لالتزام شخصي من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي أكّد في رسالة بعث بها إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، أن “الحاضر والمستقبل لهذه الأقاليم هما تحت السيادة المغربية، ولا يوجد بديل آخر، وهذا أمر لا جدال فيه”.
وفي مشهد حمل الكثير من الرمزية، ظهرت رشيدة داتي ملتحفة بالرداء الصحراوي التقليدي، ولم تخف الوزيرة حماسها الشديد لهذا الموقف، مؤكدة أن هذه اللحظة ليست فقط رمزية، بل تعد “لحظة سياسية قوية، ولحظة تاريخية كذلك للبلدين”.
ومن المرتقب أن تجري داتي محادثات مع السلطات والمسؤولين المحليين، كما ستزور عدة منشآت اقتصادية واجتماعية في المدينتين الصحراويتين، وسيكون أحد أبرز محطات هذه الزيارة في العيون، افتتاحها معهدا فرنسيا.
وبعد عودتها إلى الرباط يوم الثلاثاء 18 فبراير، ستخصص الوزيرة الفرنسية ذلك اليوم لعقد لقاءات ثنائية مع أعضاء من الحكومة، من بينهم نظيرها المغربي مهدي بنسعيد، ومن المتوقع أن يتضمن جدول الأعمال مناقشة عدة مشاريع شراكة في المجال الثقافي، أهمها الألعاب الإلكترونية، يؤكد المصدر.
وتأتي هذه الزيارة في ظل بلوغ العلاقات بين فرنسا والمغرب مستوى غير مسبوق من التقارب، لا سيما بعد تبني باريس موقفا جديدا يدعم وحدة المغرب الترابية.
وفي يوليوز من العام الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن موقف بلاده الجديد الذي يعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية في الصحراء.
وجدد ماكرون التأكيد على هذا الموقف خلال زيارته الرسمية التاريخية إلى المغرب في أكتوبر الماضي، حيث شدد على أن فرنسا ستدعم الوحدة الترابية للمغرب على الساحة الدولية.