يعتبر جواز السفر، الوثيقة التي تسهل التنقل والسفر بين البلدان وتحديد هوية الشخص، حيث أصبح إلزاميا التوفر عليها لدخول أي بلد غير بلدك.
وأصبحت لهذه الوثيقة أهمية كبرى عبر التاريخ منذ إنشائها إلى غاية اليوم، حيث عرفت تحولات عدة مسايرة للتطورات التي يعرفها العالم. فما هي قصة جواز السفر ولماذا تم اعتماده في أول مرة؟
أول استعمال لجواز السفر كان بالقرن الـ 14، بعد أن انتشر مرض الطاعون بأوروبا، واعتمدته عدة مدن بالقارة الأوروربية من أجل الحد من هذا المرض.
وأصبح لزاما على كل من يرغب في دخول مدينة ما، توفره على وثيقة كانت تدعى آنذاك “رسالة الطاعون” حتى يتم التأكد من أن الشخص الذي يحملها لا ينحدر من المدينة التي ينتشر فيها المرض.
وحسب مؤرخين فإن جوازات السفر بشكلها الحالي وجدت منذ 100 عام فقط.
ففي العام 1920 جمعت عصبة الأمم (الأمم المتحدة قبل الحرب العالمية الثانية) رؤساء دول وحكومات العالم في باريس للتفاوض على لوائح موحدة لوثائق السفر.
واتفقوا على أن تكون جوازات السفر متماثلة في كل مكان وأن تحوي نفس المعلومات.
فأصبح قياس جوازات السفر 15.5 على 10.5 سنتيمتر، وتحتوي على 32 صفحة وتحمل اسم البلد وشعاره على الواجهة، ولا يزال هذا الشكل مستخدما حتى اليوم.
وحتى بداية القرن العشرين، كان يمكن استخدام جواز السفر لإثبات الهوية، ولكن ليس بالضرورة لإثبات الجنسية.
وحسب تقارير متخصصة فغالبا ما كان الأفراد يستغلون هذا الغموض ويبحثون عن استخدام هذه الوثيقة لتأكيد هويتهم الوطنية أثناء تنقلاتهم، خاصة عند وصولهم إلى بلد أجنبي.
من جانبها، كانت سلطات بعض البلدان تعترف أحيانا بالجواز كدليل على الجنسية عندما تكون تلك المعلومات مذكورة في الجواز، ولكن هذا لم يكن القاعدة العامة.
وبدأت الحرب العالمية الأولى بتغيير جذري في الوضع، حيث أعيد فرض الرقابة على جوازات السفر، وبالتالي على التنقلات والهوية الشخصية في جميع أنحاء القارة الأوروبية وكذلك في الولايات المتحدة، تضيف مصادر تاريخية.
وكان الهدف منع الوصول إلى بعض المناطق من الأراضي الوطنية مثل مناطق القتال، وتحسين تحديد المشتبه بهم في الأنشطة السلمية أو التجسس، ومراقبة المغادرين إلى الخارج لتجنب فرار بعض الأفراد من واجباتهم العسكرية، وتمييز المواطنين عن الأجانب في سياق زيادة كراهية الأجانب.
بعد الحرب، أصبحت الرقابة دائمة، وتم تعزيز المراقبة لأولئك الذين يعبرون الحدود الوطنية عند الدخول أو الخروج من العديد من البلدان التي بدأت تطلب، كما في المملكة المتحدة، أن يقدم الأفراد، في حال عدم وجود جواز سفر، وثيقة هوية تحتوي على صورة تُثبت جنسيتهم. يضيف معهد فرنسي.
وإلى غاية يومنا هذا يمكن أن يكون لجواز السفر تأثيرا كبيرا على حامله، فهو الوثيقة التي تحدد جنسية الشخص وتحدد المكان الذي يمكن أن يذهب إليه وكذا الإقامة فيه، حتى أنه يمكن أن يعطي لصاحبه عدة امتيازات.