أحدث موسم الخطوبة بإملشيل صدعا بين سكان المنطقة، حيث عبر عدد من الشباب عن رفضهم للتسمية الجديدة للموسم “موسم الخطوبة”، معتبرين أنها إساءة لنساء المنطقة. ويرفض الشباب الفكرة التي يُروج لها بخصوص بيع نساء المنطقة، وذلك في الوقت الذي تشكل فيه هذه الفعالية بحسب المنظمين فرصة مهمة لإشعاع المنطقة وطنيا ودوليا.
وفي هذا الصدد، كشف محمد أوزني، رئيس جمعية أخيام المشرفة على تنظيم الموسم، في تصريح لطاقم جريدة “سفيركم” الإلكترونية، الذي انتقل إلى عين المكان، أن أهمية هذه الفعالية تكمن في أنها الفرصة الوحيدة التي تُعرف بالمنطقة وطنيا وفي العالم، وأنها تخلق رواجا اقتصاديا منقطع النظير، حيث إن جميع الفنادق والدور السكنية المؤهلة لاستقبال الزوار ممتلئة عن آخرها، متأسفا عن المغالطات المتداولة بخصوص الموسم، ومؤكدا في نفس الوقت أنه ليس إلا حفلة عقد قران جماعي تعرف بها المنطقة منذ قدم الزمن.
ومن جهة أخرى، أوضح أحد أبناء منطقة آيت احديدو، في تصريح متطابق، أنه غير راض تماما عن استبدال اسم موسم “سيدي احمد” بـ”موسم الخطوبة”، قائلا: “نحن هنا اليوم لنتكلم عن شرف المنطقة الذي يُسرق كل سنة، قدمتم إلى إميلشيل وأكيد أنكم مررتم عبر الفيضانات والكوارث التي حدثت هناك، لذلك نشكركم على مهنيتكم، ليس كبعض المنابر التي تنتظر قدوم الموسم من أجل تصوير النساء اللواتي يوقعن على عقد الزواج”.
وأكد المتحدث ذاته أن موسم “سيدي أحمد أو المغني” الذي توارثوه عن أجدادهم، ليس موسما للخطوبة، بل هو تقليد تمتاز به المنطقة، موجها ندائه للساكنة من أجل عدم السكوت عن هذا الأمر، ولعامل المنطقة من أجل تنزيل برنامج التعويض الفلاحي بالنظر إلى المعاناة التي تواجه هذه الفئة، لا سيما بعد الفيضانات التي أودت بثمار التفاح.
ومن جانبه، تساءل شاب آخر من أبناء منطقة آيت احديدو عن أسباب تغيير اسم موسم إملشيل إلى “موسم الخطوبة”، مطالبا بإزالة اللافتة المكتوب عليها “موسم الخطوبة” من هذه التظاهرة المحلية، مشيرا إلى موقف حصل يوم أمس حين سأل أحد زوار الموسم أبناء المنطقة عما إن كانت هذه الفعالية هي التي تباع فيها النساء.
وبدوره، طالب شاب آخر ينتمي إلى المنطقة بعدم تصديق ما يتم الترويج له بخصوص بيع النساء مقابل 100 أو 200 درهم، مؤكدا على أن الأمر لا أساس له من الصحة وأن أهل المنطقة لم ولن يسمحوا بالإساءة إلى شرف بناتهن، مناشدا المسؤولين بإصلاح الطرقات، خصوصا وأن المنطقة سياحية وقبلة مفضلة للسياح الأجانب.
فيما ذكر حدو معضين أوتربات، وهو فاعل جمعوي في المنطقة، في تصريحه لـ”سفيركم“، أن هذا الموسم الذي يقام خلال نفس الفترة من كل سنة، هو المقر الوحيد المسموح لنساء آيت احديدو بالتواجد فيه، لأنهن ممنوعات من دخول أي سوق أسبوعي آخر، لافتا إلى أنه يشكل منذ الستينات فرصة للتعارف فقط من أجل الزواج، وليس لبيع النساء كما يتم الترويج له.
تعليقات( 0 )