يجزم المهتمون بالحقل الرياضي بالمملكة بأن “مونديال 2030″، الذي صادق كونغرس الفيفا أمس الأربعاء على استضافة المغرب له، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، سيكون بلا شك حدثا فارقا في تاريخ كرة القدم الوطنية والرياضة المغربية عموما.
وفي حديثه لمنبر “سفيركم”، أكد الصحفي والمحلل الرياضي إدريس عموري، على الأثر الكبير الذي سيتركه تنظيم كأس العالم على كرة القدم المغربية وباقي الرياضات.
وأشار في هذا الباب إلى أن البطولة الوطنية الاحترافية تواجه مشاكل بنيوية عميقة لن تحل إلا على المدى الطويل، ربما بحلول سنة 2030 أو قبلها بقليل، بالموازاة مع اكتمال الملاعب المونديالية، موردا أن احتضان هذه الملاعب لمباريات البطولة سيساعد على إعادة تشكيل المشهد الكروي بعيدا عن هذا الوجه القاتم الذي يتجرى فيه المباريات، بملاعب مع مرافق مهترئة وتحكيم يعاني من تحديات عديدة.
ويرى عموري أن رمزية توافد عدد من الحكام الأجانب من أجل قيادة مباريات المونديال، قد يشكل حافزا لتطوير البنية التحكيمية.
ويرجح المتحدث ذاته في تصريح خاص لمنبر “سفيركم” أن يكون دخول المملكة بقوة لتنظيم ما سماه بـ”العرس الكبير” حافزا للأندية الوطنية من أجل الارتقاء بنفسها، قائلا:”من العيب أن لا تشتغل الأندية الوطنية على مشاريع رياضية ولا أن لايذهب استثمارها سوى للفريق الأول بطريقة لا تخلو من مشاكل واضحة وتنتهي غالبا في غرف فض النزاعات”.
“عموري” شدد أيضا على الفجوة بين المنتخبات الوطنية التي تعيش في عالم وبين الأندية الوطنية التي تعيش في عالم مواز لها، مؤكدا أنه لا يمكن مثلا مقارنة التكوين بالفئات السنية للمنتخبات الوطنية بالتكوين داخل الأندية الوطنية الذي يكاد يكون شبه منعدم.
وعلى مستوى المنتوج الكروي لفت المحلل السياسي إلى أن أندية البطولة لا تسمح للاعبيها بالتواجد باستمرار رفقة المنتخب الوطني إلا في بعض الحالات الاستثنائية التي تحضر في حالات معينة، مذكِّرا بوضع “جمال حركاس” الذي ما كان ليكون حاضرا في تجمعات المنتخب الوطني لولا حالة الفراغ التي يعرفها المنتخب على مستوى محور الدفاع.
من جهة أخرى أوضح عموري أن دخول المغرب لتنظيم هذا المحفل العالمي والكروي سيجعله متعطشا لتنظيم أحداث رياضية أخرى، في إشارة لدورة الألعاب الأولمبية، مؤكدا أنها لا تقل أهمية عن كأس العالم.
وسيساعد “مونديال 2030” المغرب على نيل ثقة اللجنة الأولمبية بعد أن نال ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على اعتبار أنه سيستفيد من منشآت رياضية ضخمة وبنية طرقية كبيرة وأيضا على بنية فندقية مهمة وغير ذلك من الأشياء التي ستمكنه المغرب من استقبال العالم بأسره.
وقال “عموري” إن المغرب معروف بثقافته الكروية منذ الأزل، لكن خصوصية الألعاب الأولمبية تستدعي منه بذل مجهود في بعض الأصناف التي لا تملك فيها المغرب تقاليدا، مردفا بالقول، “صحيح أن بلدنا معروف ببعض الأصناف كألعاب القوى والملاكمة لكنه يكاد يكون غائبا عن أصناف رياضية أخرى كالجمباز والجيدو وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بتوفير البنية الرياضية التي نتمنى أن يتم تحويلها من بنية رياضية كروية إلى بنية تستوعب جميع الأصناف الرياضية”.
ودعا إلى ضرورة إدخال مفهوم دورة الألعاب الأولمبية إلى وجدان وعقول المغاربة خاصة وأن التركيز الإعلامي الكبير مسلط على كرة القدم فقط.