عبرت شاحنتان محملتان بالبضائع، اليوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري، معبري بني أنصار وتراخال في مليلية وسبتة المحتلتين باتجاه المغرب بشكل ناجح، بعد ثلاثة محاولات.
وكشفت صحيفة “إل باييس” (El Pais) الإسبانية، أن الشاحنة الأولى كانت تحمل قطع غيار السيارات، فيما نقلت الثانية أجهزة التبريد، مبرزة أن هذه المحاولة الثالثة لإعادة فتح المعابر الجمركية بين البلدين بشكل رسمي.
وأضافت أن عبور الشاحنتين، يأتي بعد محاولتين سابقتين في بداية هذه السنة، معربة عن أملها في أن تكون هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من التبادل التجاري المستمر.
وذكرت أن المغرب وإسبانيا كانا قد اتفقا في السنة الماضية، على إعادة فتح الجمارك بين البلدين، غير أن تنزيل هذا الاتفاق على أرض الواقع واجه صعوبات، حيث كان من المقرر الإعلان عن افتتاح المعابر في بداية العام، لكن العملية تأجلت، ثم فشلت أول محاولة لعبور شاحنات في 8 يناير الماضي.
وكانت المندوبة الحكومية في مليلية المحتلة، سابرينا موه، قد أكدت في تصريح سابق، تناقلته وسائل إعلام إسبانية، أن فشل محاولات عبور الشاحنات، يعود إلى قرارات الحكومة الإسبانية ووزارة خارجيتها.
وذكر المصدر ذاته أن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، كان قد رحب بمحاولة عبور شاحنة محملة بالأجهزة الكهربائية عبر معبر بني أنصار، في الـ 15 يناير، معتبرا هذه الخطوة “دليلا على التزام البلدين”.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التطورات تأتي في إطار الاتفاق الموقع بين الرباط ومدريد، في أبريل 2022، لإنهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، لا سيما بعد تغير الموقف الإسباني من قضية الصحراء، عقب إعلان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي.
وأردفت أن الجانبان قد توصلا في نهاية السنة الماضية، إلى اتفاق يقضي باستئناف تشغيل المعابر الجمركية بشكل تدريجي، حيث سيتم، في المرحلة الأولى، السماح بعبور شاحنة واحدة يوميا في الاتجاهين، بشرط ألا تكون مفصلية (بدون مقطورة)، مع منع مرور الحاويات أو الشاحنات الصغيرة.
واستطردت الصحيفة أن الجمارك ستعمل من الساعة العاشرة صباحا حتى الرابعة مساء، مع إغلاقها أيام العطل الرسمية في البلدين، إلى جانب تحديد قائمة أولية بالسلع المسموح بتداولها، حيث تستورد إسبانيا من المغرب الفواكه والخضروات والأسماك ومواد البناء، بينما تصدر إسبانيا منتجات النظافة والأجهزة الإلكترونية والأدوات الكهربائية.