أقام حزب التقدم والاشتراكية أمس الثلاثاء في مقره المركزي بالرباط، ندوة تأبينية للراحل عبد العزيز بنزاكور، المناضل السابق وأول وسيط للمملكة، بعد مرور ستة أشهر عن وفاته، بحضور عدد من أعضاء الحزب وشخصيات حقوقية وسياسية وأصدقاء الراحل بنزاكور.
وعرفت الندوة التأبينية شهادات وكلمات تقدير وإشادة بمسيرته المتنوعة في مجالات الحقوق والسياسة والقانون، واعتبر الحاضرون أن وفاته تشكل خسارة كبيرة للمغرب، معربين عن تقديرهم لإسهاماته الكبيرة في تعزيز فلسفة العدالة الانتقالية ودولة الحق والقانون.
وحضر الفعالية اثنان من أبناء بنزاكور، حيث استمعا إلى شهادات مؤثرة حول مسيرة والدهم الذي تميز بتفانيه في الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة، وكان له الدور البارز كعضو في هيئة الإنصاف والمصالحة وأول وسيط للمملكة، مساهما بشكل كبير في نصرة القضايا العادلة ودعم المستضعفين.
ولد بنزاكور عام 1943 وانضم إلى الحزب في ستينات القرن الماضي، وكان نقيبا للمحامين وحقوقيا مرموقا، معروفا بشجاعته في الدفاع عن المظلومين والمعتقلين السياسيين.
واستهل محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الندوة التأبينية بتسليط الضوء على شخصية الراحل عبد العزيز بنزاكور، الذي اعتبره واحدا من أبرز القامات الوطنية ذات القيمة المضافة في المجالات العلمية والحقوقية والسياسية.
وأكد بنعبد الله على ضرورة مواصلة تبني المبادئ التي دافع عنها بنزاكور طوال مسيرته، مشيرا إلى المصادفة الجميلة التي جعلت من ميلاد الحزب وميلاد بنزاكور في العام نفسه معتبرا أن “رحيل الفقيد لم يكن بالرحيل السهل لكونه ظل ذا أثر إيجابي أينما حل وارتحل”.
وفي كلمته التأبينية، وصف بنعبد الله، الراحل بنزاكور بأنه “نموذج رائع للمناضل الملتزم والمثقف الكفء والحقوقي العادل المدافع عن الحرية والديمقراطية”.
وأوضح الوزير بن عبد الله، أن بنزاكور اختار أن يكون محاميا للمستضعفين والمعتقلين السياسيين خلال فترة الجمر والرصاص، مؤكدا على دوره الكبير في العمل النضالي الميداني رغم تفضيله العمل بعيدا عن الأضواء.
ومن جانبها، قالت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في مداخلتها، إن وفاة بنزاكور تمثل خسارة كبيرة للمجتمع الحقوقي في المملكة، حيث كان يعد قدوة للشباب بمساره المتنوع والغني الذي يتجلى اليوم في حفل تأبينه.
وأشارت بوعياش، إلى أن بنزاكور كان أحد المساهمين البارزين في تعزيز الذاكرة والاعتراف داخل مجلس حقوق الإنسان، مشيدة بالمسار الغني لعبد العزيز بنزاكور، وبكفاءته في المجالات الحقوقية والقانونية والسياسية.
ووصفت المتحدثة، بنزاكور بأنه رمز للكفاءة والمسؤولية ونكران الذات، مشيرة إلى أن الدفاع عن الحقوق كان أحد القضايا التي عملوا عليها معا من داخل هيئات السعي نحو الحقيقة والإنصاف.
وفي مداخلته، قال عبد اللطيف وهبي وزير العدل، “كان بنزاكور أستاذي في المحاماة وكنا نعتبره نموذجا يحتذى به، كان دائما يناقشنا ويتعامل معنا بتواضع وأبوية قانونية، وكانت توجيهاته القانونية دعما كبيرا لي كمحام شاب، ولم يؤثر اختلافنا في الانتماءات السياسية على صداقتنا واحترامنا المتبادل”.
وأضاف وهبي، “كان بنزاكور أستاذي في مجال المحاماة ونموذجا للرجل القانوني والحقوقي”، وأضاف، “بنزاكور كان مصدرا غنيا بالدروس في الأخلاق والوطنية، وكان حضوره دائما ومتواصلا في مختلف الأحداث والمحطات الوطنية”.