قال حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إن الأشخاص الموقوفين في الخلايا الإرهابية بعدد من مدن المملكة الأسبوع الماضي “يتشاركون في معطى أساسي وهو مستواهم الدراسي، الذي لا يتجاوز مرحلة التعليم الثانوي بالنسبة لثمانية من المشتبه فيهم، ومستوى التعليم الأساسي بالنسبة لثلاثة منهم، بينما لم يتجاوز أحد أعضاء هذه الخلية السنة الأولى من السلك الجامعي”.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المكتب صباح اليوم بالرباط، كشف فيه عن عدد من المعلومات التي تخص هذه الخلايا وقياداتها في الخارج والداخل، ما يطرح سؤال المستوى التعليمي والمعرفي المحدود للأفراد الملتحقين بهذه الخلايا، وهل يعتبر ذوو المستوى التعليمي المحدود أسهل عمليا للاستقطاب لهذه الحركات الإرهابية.
وفي هذا السياق، يرى عبد المنعم الكزان، الباحث في علم الاجتماع، في تصريح لـ”سفيركم” أن “الحرمان النسبي، بالإضافة إلى ضعف الرأسمال الثقافي المرتبط بالتعليم، والوصم الاجتماعي المرتبط بانتماء بعض الموقوفين إلى الهامش، مما يقوي الإحساس بالإقصاء الاجتماعي، يمكن أن يفسر استقطاب هؤلاء من طرف الجماعات المتطرفة في عصر التواصل الرقمي وعولمة الإرهاب”.
وأوضح الكزان أن هذه الجماعات تستغل “التفسير المحرف للدين، حتى تعطي الشرعية وتضفي القدسية على هذه الأعمال الإرهابية، وبالتالي فإن التأطير الديني هو من مدخلات محاربة الظاهرة الإرهابية”، منوها “بالمجهودات الاستباقية الكبيرة للسلطات الأمنية التي تحظى باعتراف دولي”.
ودعا الخبير السوسيولوجي الحكومة إلى أن تركز على محاربة الهدر المدرسي، والبطالة وغلاء الأسعار من جهة، ومن جهة أخرى أن تعمل على التأطير الديني، من أجل محاربة التأثيرات الدينية الخارجية التي لا تتماشى مع “التدين المغربي” الذي يتسم بالاعتدال والتسامح، على حد تعبيره.
في المقابل، يرى الخبير الأمني محمد الطيار أن المستوى التعليمي المحدود ليس بالضرورة السبب الرئيس الذي يسهل التحاق الشباب بهذه الجماعات، بالرغم من أن المستوى التعليمي لأفراد هذه الخلية محدود.
ولفت الخبير الأمني في تصريح لـ”سفيركم” إلى أن هناك خلايا إرهابية يتزعمها أفراد بمستويات تعليمية محدودة جدا، وتتضمن في عضويتها عناصر ذات تعليم عال، ما يعني أن هذه المسألة ليست محددا في الالتحاق بهذه التنظيمات.
وختم الطيار بالقول إن “هناك أفرادا بكفاءات عالية ومتمدرسين، وحاصلين على شواهد عليا تم استقطابهم، وانخرطوا في جماعات إرهابية في عدد من بلدان العالم. فالتنظيمات الإرهابية تتواجد فيها جميع المستويات التعليمية باختلاف التخصصات، ما يعني أن المستوى التعليمي ليس محددا في الاستقطاب”، كما قال المتحدث.