أطلقت مجموعة الجماعات الترابية للوقاية، وحفض الصحة بورزازات بدعم من عمالة ورزازات، وبتنسيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، حملة إقليمية شاملة لجمع الكلاب الضالة، وتعقيمها وتلقيحها، شملت مختلف مقاطعات المدينة وعددا من الجماعات المجاورة.
وتم تنفيذ هذه العملية، التي بادرت إليها مجموعة الجماعات الترابية المكلفة بالصحة، تحت إشراف فرق بيطرية متخصصة، ووفق منهجية تركز على التلقيح ضد داء السعار، وعلاج الطفيليات، وتعقيم الإناث للحد من التكاثر.
وتعد هذه أول عملية من نوعها تنفذ بهذه الطريقة في المغرب، حيث تعتمد أساليب إنسانية، تراعي الرفق بالحيوان، بعد سنوات من الانتقادات الموجهة للسلطات، بسبب لجوءها إلى قتل الكلاب كحل وحيد للحد من الظاهرة.
كما أن هذه الحملة، حسب عدد من المهتمين، تنسجم مع التوجيهات الوزارية والاتفاقيات الدولية، الموقعة من طرف المغرب، كما تعتبر نقلة نوعية، في تدبير هذا الملف الحساس، وينتظر أن تتواصل في جماعات أخرى.
وقد تم جمع وتعقيم وتلقيح حوالي ألفي كلب ضال، في استجابة مباشرة لنداءات الساكنة، التي عبرت عن قلقها من تزايد هذه الظاهرة، والتي بدأت تلقي بظلالها أيضا على القطاع السياحي بالمنطقة.
وفي هذا السياق قال سعيد أقداد رئيس مجموعة الجماعات الترابية للوقاية وحفض الصحية بورزازات ، “إن هذه التجربة نموذجية وغير مسبوقة في المغرب، فبدلا من اعتماد المقاربة التقليدية القائمة على جمع وقتل الكلاب الضالة، اخترنا هذه المرة اعتماد مقاربة صحية وإنسانية، تقوم على التلقيح والعلاج والتعقيم، وهي خطوة تحترم حق الحيوان في الحياة، وتتماشى مع التزامات المغرب الدولية في هذا المجال.”
وأضاف أقداد في تصريح لموقع “سفيركم”، أن “الحملة نفذت بتنسيق دقيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية، ومع المصالح البيطرية المختصة، وبتعاون وثيق مع السلطات المحلية”، لافتا إلى “أن الحملة لقيت تجاوبا كبيرا من طرف الساكنة، التي عبرت عن ارتياحها لهذه الطريقة الجديدة في التعامل مع هذه الظاهرة التي طالما أقلقتها”.
وكشف المتحدث على ” أن الأرقام الأولية مشجعة، ونحن عازمون على المضي قدما لتوسيع نطاق التدخلات في باقي الجماعات”، لافتا إلى “أن المجموعة تعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على مشروع المستوصف البيطري، الذي سيكون مركزا دائما لمتابعة حالات الكلاب الضالة، وتقديم العلاجات اللازمة لها”.
وزاد المسؤول الجماعي موضحا أن “هذا المشروع سيشكل نقلة نوعية على مستوى تدبير الصحة الحيوانية في الإقليم، ويؤسس لثقافة جديدة في التعاطي مع هذا الملف من منظور وقائي وإنساني بالدرجة الأولى.”
وتمثل هذه المبادرة خطوة مفصلية، حسب رأي من أشرفوا عاى تنفيذها، في تغيير النهج المعتمد لمعالجة ظاهرة الكلاب الضالة، حيث يتم لأول مرة في المغرب تطبيق حلول تراعي مبادئ الرفق بالحيوان. ومن شأن نجاح هذه التجربة أن يشكل نموذجاً يحتذى به في باقي مناطق المملكة، خصوصاً في ظل تصاعد الدعوات إلى التوقف عن الحلول العنيفة واللجوء إلى بدائل علمية وإنسانية أكثر فاعلية واستدامة.