كشف وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، يوم أمس الأربعاء، في مدينة لايبزيغ الألمانية، أن المغرب يعتزم تطبيق مقاربة شاملة لمعالجة مشاكل قطاع النقل، من أجل جعله أكثر مرونة وشمولا واستدامة.
وأبرز الوزير، في كلمته بمناسبة الجلسة العامة الافتتاحية لقمة المنتدى الدولي للنقل 2024، تحت شعار “من أجل مستقبل مستدام في قطاع النقل: من الأهداف قصيرة المدى إلى الحكامة الاستراتيجية طويلة المدى”، أن المغرب يشتغل حاليا على وضع أسس ميثاق وطني للتنقل الشامل والمستدام.
وواصل خلال هذه الجلسة العامة، التي انعقدت بحضور سفيرة صاحب الجلالة بألمانيا، زهور العلوي، إلى جانب أزيد من 50 وزيرا ومسؤولا حكوميا حول العالم، وكذا ممثلي منظمات دولية مرموقة، قائلا:”إننا ندعو إلى اتباع مقاربة شمولية لمعالجة مشاكل التنقل، مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعتها متعددة الأبعاد: الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية والمؤسسية”.
وذكر وزير النقل أن قطاع النقل تواجهه مجموعة من التحديات العالمية التي وصفها بـ”غير المسبوقة”، نتيجة عدة أزمات بيئية وصحية وجيوسياسية، مؤكدا على أنه “من الضروري اعتماد نهج تفاعلي مع التحديات المباشرة واستباقي لضمان الاستدامة على المدى الطويل”.
وشدد على أن المغرب يضع في أولوياته على المدى القصير، الحد من انبعاثات الغاز وتعزيز التنقل المستدام والشامل من الوقود الأحفوري، عبر تسريع التحول إلى وسائل النقل النظيفة والصديقة للبيئة، وتطوير البنية التحتية اللازمة من أجل دعم هذا التحول، من محطات الشحن وغيرها.
وأكد أنه “من الضروري تعزيز التنسيق بين مختلف مستويات الحكامة وأصحاب المصلحة، لاسيما القطاع الخاص والمجتمع المدني، من أجل استجابة منسقة وفعالة لتحديات قطاعنا”، موجها دعوته إلى الاستثمار في الابتكار والبحث بهدف تطوير حلول نقل مبتكرة ومستدامة.
ولم يقتصر الوزير في مداخلته على هذا فقط، بل ذكر أهمية الإدماج والإنصاف في قطاع النقل، وضرورة ضمان الولوج العادل إلى خدمات النقل المستدامة، خاصة لدى الفئات السكانية الهشة والمناطق القروية، بهدف خفض نسب عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
ولفت المسؤول الحكومي إلى أن احتياجات البلدان النامية كبيرة جدا فيما يتعلق بالتنقل المستدام، لا سيما وأنها تفتقر للبنية التحتية الأساسية وقيود الميزانية وضعف القدرات التقنية، قائلا: “تحتاج هذه البلدان إلى الدعم الكافي للتغلب على هذه العقبات. ويمكن القيام بذلك من خلال نقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتعبئة التمويل لدعم الانتقال إلى أنظمة نقل أنظف وأكثر كفاءة”.
وتعرف فعاليات قمة 2024 للمنتدى الدولي للنقل، المنظم تحت شعار “جعل النقل أكثر مراعاة للبيئة: دعونا نواصل التركيز في أوقات الأزمات”، مشاركة وفد مغربي هام، بالإضافة إلى أن المغرب يتوفر في هذه التظاهرة الدولية على جناح خاص يهدف من خلاله إلى الترويج للمؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية، الذي تحتضنه مدينة مراكش، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 20 فبراير 2025.
تعليقات( 0 )