عاشت فرنسا اليوم السبت على وقع احتجاجات عارمة دعا لها تحالف اليسار الذي تصدر الانتخابات التشريعية الأخيرة، احتجاجا على تعيين ميشيل بارنييه رئيسا للوزراء من طرف إيمانويل ماكرون.
وكان زعيم “فرسا الأبية”، جان لوك ميلانشون، قد دعا إلى تعبئة كبيرة من أجل الاحتجاج على قرار ماكرون، حيث وصف تعيينه لميشيل بارنييه بـ”الانقلاب على الديمقراطية”.
وأعرب العديد من قادة اليسار خلال الاحتجاجات التي شهدتها اليوم عدد من المدن الفرنسية، من ضمنها العاصمة باريس، عن رفضهم لقرار تعيين بارنييه، معتبرين أن التعيين غير مقبول ويخالف الأعراف الديمقراطية.
ونقلت الصحافة الفرنسية عن منسق حزب “فرنسا الأبية” مانويل بومبارد، قوله إن “ماكرون قرر تعيين رئيس للوزراء من المجموعة السياسية التي حصلت على 6% في الانتخابات التشريعية ولديها 40 نائبا فقط… لقد كان القرار الذي اتخذه خطيرا جدا على الديمقراطية”.
وينتمي ميشيل بارنييه إلى حزب الجمهوريين، وقد حل هذا الحزب في المرتبة الرابعة في الانتخابات التشريعية التي جرت بين يوليوز وغشت الماضيين، وهو ما اعتبره تحالف اليسار الذي تصدر الانتخابات بـ”الانقلاب على الديمقراطية”، حيث يُطالب بأن يكون رئيس الوزراء مختارا من التحالف باعتباره حل في المرتبة الأولى.
هذا وبدأ بارنييه مسيرته السياسية في سن الرابعة عشرة، وقد تم انتخابه كعضو في المجلس العام لمقاطعة بورغ-سانت-موريس في عام 1973، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1999. كما تم انتخابه كعضو في البرلمان عن سافوا منذ عام 1978، وتولى عدة مناصب وزارية، بما في ذلك وزير الزراعة والصيد، ووزير الشؤون الخارجية.
يشتهر بارنييه بدوره كمفاوض رئيسي للاتحاد الأوروبي في ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، حيث قاد المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. كما شغل منصب مفوض أوروبي للسياسة الإقليمية وإدارة الأزمات، مما عزز من مكانته على الساحة السياسية الأوروبية.
وعد بارنييه كرئيس للوزراء بجمع القوى السياسية المختلفة والاستجابة للتحديات التي تواجه فرنسا، بما في ذلك الدين المالي والقضايا البيئية. وأعرب عن نيته العمل على مشاريع القوانين المعلقة وتعزيز الحوار البنّاء مع جميع الأطراف.
تعليقات( 0 )