عبد الحميد الزوغي، هو قامة فنية لم تصنعها الصدفة، بل شكلها شوط كبير من التجارب المتراكمة، سار في درب الفن وهو مسلح بسلاحين، حبه من جهة وصبره من جهة أخرى.
لم يكن ينتظر من الفن أن يغنيه، بل كان يريد أن يعيش حياة يتذوق فيها متعة ما يحب، كيف لا وهو من ترك وظيفته في السكك الحديدية لأجل الفن، لكن الأخير لم يخذله، بل جعله واحدا من رواد الشاشة المغربية، وسيبقى اسمه خالدا في ذاكرة المغرب والمغاربة.
وفي هذا الحوار الخاص الذي أجراه موقع “سفيركم”، على هامش عرض فيلم” الطابع” بالمهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط، يقربنا عبد الحميد الزوغي من تجربة اشتغاله إلى جانب رشيد الوالي، ويحدثنا عن جديده الفني، كما يقدم من منطلق التجارب التي راكمها في المجال الفني. نصائح للفنانين الصاعدين والمبتدئين.
ما هو شعورك بعد عرض فيلم “الطابع” بالمهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط؟
“أظن أننا أنجزنا عملا في المستوى، يمكن أن أكون خاطئا أو يكون رشيد الوالي خاطئا أيضا، لكن الأكيد أنه عمل مشرف، وأحسن هدية بعد عملي هو القبول وحب الجمهور، أنا مفتخر جدا بالفيلم”.
ماهي المشاهد التي كان لها وقع خاص عليك؟
“مشهد المهرج كان من أفضل المشاهد بالفيلم، والتي أظن أنه يجب تدريسها في أقسام التمثيل والإخراج، كيف استطاع رشيد الوالي في هذا المشهد أن يجعل الناس تتحدث عن الموت وهي مبتسمة، فكما نعلم الموت ترعب، وحين تُذْكَر يتألم الناس الذين فقدوا أفرادا من أسرهم أو بسبب خوفهم من الموت، لكن التطرق لها بتلك الطريقة الساخرة إبداع كبير من رشيد الوالي”.
ماهي الإضافة التي يمثلها الفيلم لمسيرتك الفنية؟
“صراحة لا أعلم، لأنه لا يمكنني تقييم مسيرتي الفنية وفيلم الطابع، فبالنسبة لي هو عمل من جملة الأعمال التي أديتها، ويمكن أن يكون قفزة نوعية، هذا في الأخير يبقى اختيار المتفرجين والنقاد”.
كيف كانت تجربة اشتغالك إلى جانب رشيد الوالي والممثلين الآخرين؟
“كانت تجربة هائلة، لأنه أولا رشيد الوالي ابن المسرح، أي أنه يشعر بالممثلين واحتياجاتهم، ولو أنه بالنسبة إليه كان الإنتاج ضعيفا، لكنه وفر لنا جميع شروط الراحة، كنا في جو مريح رغم ضعف الإنتاج”.
ماذا تريد أن تقول لرشيد الوالي؟
“سأكتفي فقط بكلمة، شكرا”.
ماهو جديدك الفني ؟
“صراحة إلى حدود الآن لا يوجد عرض جديد، لكن مستقبلا أظن أنه يجري التحضير لعمل مل من أجل شهر رمضان المقبل”.
ماهي النصيحة التي تريد توجيهها للفنانين الصاعدين؟
“سأقول لهم، سيروا في الطريق الذي اخترتموه وكونوا صبورين، لأن الميدان الفني ليس سهلا أبدا، والمستقبل المادي به غير مضمون، لذلك من المهم التحلي بالصبر، ومن لا يتمتع به من الأفضل أن يغير مهنته”.
كلمة لجمهورك؟
“أشكركم جدا على محبتكم المتبادلة، لأنه مثلما أحبكم تبادلونني نفس الحب”.