العنصرية تكسر عود السياحة التركية

العنصرية في تركيا

كثيرا ما كانت العنصرية، موضوع مشاهد مصورة أو مكتوبة، عن تجارب سيئة لسياح عرب، واجهوا هجمات لاذعة، سواء من قبل مواطنين أتراك أو موظفي المآوي السياحية.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي، بمشاهد لاعتداءات عديدة، سواء في الميترو، أو الأماكن العامة، أو حتى في الفنادق السياحية المصنفة، مخلفة استنكارا واسعا، لدى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي هذا الصدد، تعد حادثة الاعتداء على سائح كويتي، الأسبوع الماضي، من الوقائع التي خلقت موجة احتجاج واسعة، فقد وقعت في مدينة طرابزون التركية، وتم توثيقها في مقطع فيديو، ظهر فيه السائح الكويتي، وهو ممدد على الأرض، بعد تعرضه لضربة مواطن تركي، أغمي على إثرها.

وخلفت الحادثة غضبا كبيرا، تم التعبير عنه، عبر إطلاق عدد من النداءات، تطالب بمقاطعة السياحة في تركيا، كما تم تداول مقطع الفيديو بشكل واسع، من قبل مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، واستنكروا الحادثة والحوادث المشابهة لها، التي يتعرض لها العرب، بشكل مستمر في تركيا، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل، لإيقاف هذه الحملات العنصرية ضد العرب.

وتفاعلا مع الواقعة، أعلنت سفارة الكويت في تركيا، أن “المواطن المُعتدى عليه بخير، وسيأخذ حقه، ومتواجدون في طرابزون لمتابعة القضية”.

من جانبه، قال السفير الكويتي في تركيا، وائل العنزي، في تصريحات لوسائل إعلامية، إن “السلطات التركية أبدت اهتماما كبيرا بالقضية، ومحامي السفارة يتابع الإجراءات”، مؤكدا أن “السلطات التركية أوقفت المشتبه به بالاعتداء، خلال ساعات من الحادثة، وهو قيد الاحتجاز”.

في سياق متصل، كان للسياح المغاربة، نصيب من هذه الاعتداءات العنصرية، لعل أبرزها الجريمة، التي هزت الرأي العام المغربي، الشهر الماضي، والتي راح ضحيتها، شاب يدعى جمال دومان، يبلغ من العمر 25 سنة.

وكان الشاب المغربي، يقيم منذ 10 أعوام، رفقة أسرته في تركيا، وكان يشتغل كحارس أمن في شركة خاصة، ولفظ أنفاسه الأخيرة، على إثر مشاجرة مع سائق تركي، في مدينة إسطنبول، حين طلب منه إيصاله، لكن السائق امتنع عن ذلك، بسبب قصر مسافة المشوار، ما دفع التركي للكمه، ليسقط المغربي ويرتطم رأسه بالأرض.

بدورها، تقاسمت مواطنة مغربية، الشهر الماضي، تجربتها كسائحة في تركيا، من خلال مقطع فيديو، تحدثت فيه عن العنصرية، التي واجهتها رفقة صديقاتها، أثناء ركوبهن الترام.

وأشارت السائحة المغربية، إلى أنها كانت تتحدث مع صديقاتها، لكن سيدة تركية طلبت منهن التزام الصمت، في وقت كان باقي الأتراك يتكلمون بصوت مرتفع، وعندما امتنعت عن طلبها، دفاعا عن حقها وحق صديقاتها، تفاجأت برجال أتراك آخرين، يجبرونهن على الهبوط من العربة.

وتسائلت السائحة، عن سبب هذه العنصرية الممنهجة ضد المغاربة والعرب، وعبرت قائلة: “أمضيت ثلاثة أيام في تركيا، وأنفقت  2000 يورو، من أجل تذكرة الطائرة، بدون حجز الفندق أو أي شيء آخر، وفي النهاية يعاملوننا هكذا، لا تأتوا أبدا إلى بلادهم،  ستكون هذه آخر مرة أزور هذا البلد”.

بالموازاة مع هذه العنصرية الممنهجة، ضد العرب ومواطني بلدان شمال إفريقيا، يواجه سياح من جنسيات مختلفة، حوادث النصب والاحتيال، التي تعري عن الجانب الجشع، لبعض مؤسسات الإيواء السياحي في تركيا.

وفي هذا السياق، نشر سائح أمريكي، في العام الماضي، فاتورة طعام، وصلت إلى أزيد من 41 ألف دولار، أي ما يعادل 420.650,57 درهم مغربي، مقابل وجبة لـ4 أشخاص فقط.

أما موقع “تريب أدفايسر”، فيحتوي على عدد من المراجعات السلبية لبعض المطاعم التركية، التي لا ترقى جودة خدماتها إلى المستوى المطلوب، مع الرفع من الأسعار في وجه السياح الأجانب.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

نقاش “الغلاء” يطغى على نشاط الاصطياف بشمال المغرب

أجمل شواطئ المملكة (10): شاطئ الدالية.. قبلة الباحثين عن مكان مُبهج

طرد السياح مستمر بإسبانيا وتخوفات من انتشار الظاهرة بأوروبا

أجمل شواطئ المملكة (9): شاطئ الريفيين.. لوحة مرسومة صاغتها يد الخالق

أجمل شواطئ المملكة (8): شاطئ أشقار.. زاوية هادئة من عروس الشمال