تقبع مدينة بني ملال في منطقة يصفها البعض بأقرب نقطة إلى الشمس، ويقول البعض الآخر أن شدة حرها من فيح جهنم، فلهيبها يؤرق كيان الساكنة ويتعبها، ويدفع الكثير من الملاليين إلى التوجه إلى “الفريكو”؛ منتزه أصبح ملاذا آمنا يقيهم من شدة الحر، بسواقيه التي تنهمر منها المياه، وأشجاره التي تظلل الأسر النازحة من الحر، وصوت هدوئه الذي تسكن له القلوب الممتزج مع شغب الصغار وأحاديث وقهقهات الكبار.
ويقع منتزه الفريكو على بعد دقائق قليلة من شلالات عين أسردون، ما يجعله قبلة سهلة الوصول لأهل المدينة وزوارها الذين يعتبرونه متنفسا حقيقيا خلال فترات الحر الشديد، حيث أنه يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بجلسات عائلية بجانب السواقي وتحت الأشجار، أو التمتع بنزهات مع الأقارب والأحباء مشيا على الأقدام عبر مساراته المظللة.
وفي هذا الصدد، أوضحت فاطمة وهي ربة بيت من مدينة بني ملال، في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن أسرتها الصغيرة تعودت عند ارتفاع درجات الحرارة على الهروب إلى الفريكو، قائلة: “حينما يشتد الحر نذهب أنا وزوجي وأطفالنا إلى الفريكو، ونأخذ معنا بعض الوجبات الخفيفة ونقضي وقتا ممتعا هناك ثم نعود، صراحة تعودنا في هذا الصيف على الفريكو، فعطلة نهاية الأسبوع دائما ما نقضيها هناك، وأطفالي يحبون المنتزه جدا حتى أكثر من بعض المسابح، وحقيقة أن المنتزه بارد تشعرك وكأنك في منطقة منفصلة عن بني ملال ومناخها وحرها “.
ومن جانبه، أكد عبد الرحمن، وهو رجل أربعيني من ساكنة مدينة بني ملال أنه يفضل اصطحاب زوجته ورضيعته إلى المنتزه كل يوم بعد انتهاء دوامه، لا سيما وأن حرارة مدينة بني ملال تؤثر على طفلته حيث لا تكاد تتوقف عن البكاء، مشيرا إلى أنها تهدأ وتشعر بالراحة في الأماكن الباردة وأن هذا ما يدفعه إلى اصطحابها وزوجته إلى منتزه الفريكو، قائلا: “أنا وزوجتي كبار يمكننا الصبر على هذا الحر، لكن صغيرتي لا تقوى على تحمله، فحين تكون هناك أشعر أنها ترتاح وتنام بعمق”.
أما حمزة وهو شاب يبلغ من العمر 23 سنة، فقد أكد بدوره أنه يحب الذهاب إلى الفريكو مع أصدقائه، قائلا: “نحدد أنا وأصدقائي يوما معينا يكون فيه الكل متفرغ، ونتفق على كل ما نحتاج أن نقتنيه، ثم نأخذ معنا كراسي وسجادات ونقضي اليوم هناك في أجواء يطبعها المرح والدعابة” مبرزا أنه يفضل الاستجمام في الفريكو رفقة أصدقائه لأن النزهة معهم تكون “ذات طابع خاص ومميز”.
وبدوره، لفت الدكتور علي لطفي رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، في تصريح لجريدة “سفيركم”” الإلكترونية، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة ينطوي على خطر كبير على الصحة العامة يمكن أن يصل حد الوفاة، ولا سيما عند الأطفال، والحوامل، وكبار السن، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مذكرا بالتحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية من ارتفاع درجات الحرارة وتسببها بشكل سنوي في آلاف الوفيات، وخاصة في ظل ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وأضاف الدكتور علي لطفي، أن “ارتفاع درجات الحرارة القصوى التي يشهدها العالم في الوقت الحالي قد تؤدي إلى تفاقم الحالات المزمنة، بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والأمراض الدماغية الوعائية، وكذلك الصحة العقلية والحالات المرتبطة بمرض السكري”.
تعليقات( 0 )