القذافي صانع “البوليساريو”..أسرار كواليس السياسة

القذافي والملك الحسن الثاني

ما حدث خلف كواليس السياسة ودهاليزها، هو ما كشف عنه محمد أبو القاسم الزوي، آخر أمين لمؤتمر الشعب العام في ليبيا، من ألاعيب ولذغات أصابت المغرب من أشقائه، وكيف أن بيدقا واحدا من طرف القذافي، كان كفيلا بأن يخلق الصراع بين بلدين كان يقال عنهما أشقاء، وينهي علاقات بين ملك ورئيس دولة، كانا في السابق أصدقاء.

وخلال استضافته في برنامج “الذاكرة السياسية”، على قناة “العربية”، أكد الزوي، أن الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، كان قد اعترف أمامه مباشرة، وبحضور أمين الاتحاد العربي الإفريقي، الراحل عبد الواحد الراضي، بأنه ارتكب خطأ كبيرا، حين صنع جبهة “البوليساريو” الانفصالية، مؤكدا أنه صانعها الحقيقي وليس الجزائر.

معاهدة الوحدة المغربية الليبية

وتابع محمد أبو القاسم الزوي، أن السبب وراء إنهاء معاهدة الوحدة المغربية الليبية، التي وُقعت سنة 1984، يعود لخديعة تعرض لها  القذافي، حين قام رئيس وزرائه عبد السلام جلود، بصياغة بيان يهاجم فيه المغرب، وذلك تفاعلا مع استقبال الملك الراحل الحسن الثاني، لشمعون بيريز، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء الاسرائيلي.

وواصل المتحدث ذاته، أن المغرب لبس الوحيد الذي عانى من ويلات البوليساريو، بل حتى الرئيس الجزائري هواري بومدين، كان قد اشتكى من هذا التنظيم المتطرف.

استقبال شمعون بيريز

وأكد أبو القاسم الزوي، الذي كان يشغل آنذاك، منصب وزير مفوض فوق العادة بمدينة الرباط، أن معمر القذافي لم ينظر إلى استقبال الملك الراحل الحسن الثاني، للديبلوماسي الإسرائيلي، بمدينة إفران، يوم 21 يوليوز سنة 1986، على أنه علاقة خاصة ببلدين، بل اعتبره موقفا عربيا.

وأوضح الزوي، بأنه عقب هذه الزيارة، “لم يصدر أي رد فعل عن معمر القذافي، لكن بعد مدة، استقبل الرئيس الليبي، الرئيس السوري، حافظ أسد، فالتقى الزعيمان في مدينة ‘سرت’، ليرفض بعدها العقيد إصدار بيان مشترك، لأن اللقاء كان عبارة عن اجتماع بين قائدي بلدين فقط، لكن عبد السلام جلود، لم يرق له قرار الرئيس، فعمد إلى إقناع حافظ الأسد، بأن يذهب رفقته إلى مدينة طرابلس، من أجل المبيت هناك”.

وخلال تواجدهما في مدينة طرابلس، تابع المتحدث، “صاغا بيانا مشتركا، حول اللقاء الذي جمع القذافي والأسد، وكان البيان محملا بعبارات الشتيمة والعداء للمغرب وملكه، هذا ما جعل الملك الراحل الحسن الثاني، يقرر تجميد الاتحاد الليبي المغربي”.

وشدد الزوي على أن جلو كان كارها للمغرب، في مقابل حبه وميوله للجزائر، لافتا إلى أنه كان من أول الرافضين لفكرة إقامة اتحاد بين المغرب وليبيا، لكن بحسبه، جاء اعتراف القذافي بأخطائه اتجاه المغرب “متأخرا جدا”.

تنظيم البوليساريو

وذكر الزوي، أن الوالي مصطفى السيد، أول مؤسس وزعيم للبوليساريو، لم تكن في باله فكرة تأسيس هذا الكيان الوهمي، وأنه لم يكن انفصاليا، لكن تأسيسه تم بأمر من القذافي.

وكان هدف تنظيم البوليساريو، الذي حدده القذافي، استخباراتيا بالدرجة الأولى، خاصة وأن المغرب كان داعما للمعارضة الليبية،  وما صنعه القذافي عارضه حتى الرئيس الجزائري بومدين، الذي سعى جدا إلى إيقاف البوليساريو، لأنه “لا يشجع على الانفصال”، حيث قال للقذافي: “ولدت المولود ووضعته لنا نحن أول ما ازداد”.

مقالات ذات صلة

النيابة العامة تستقبل نظيرتها البلجيكية لتوقيع اتفاقية شراكة

المغرب وبلجيكا يعززان التعاون القضائي والتقني في مكافحة الجريمة المنظمة

بنعلي: الخطاب الملكي يدعو للتنسيق بين الدبلوماسيتين الرسمية والموازية

رئيس الحكومة

ورقة سياسية: كلفة الفساد في المغرب بلغت ما يزيد عن 50 مليار درهم سنويا

قطر والأردن تجددان من مقر الأمم المتحدة دعمهما مغربية الصحراء

بنسعيد يجيب عن سبب عدم تعميم جواز الشباب على المستوى الوطني

بوريل: دول الاتحاد الأوروبي ترغب في تعزيز الشراكة مع المغرب

باتشيكو: المغرب ينهج سياسة جدية في قضية الصحراء والبرازيل اتخذت موقفها الرسمي

لقاء قنصلي مع كفاءات مغربية في فرنسا يقارب إنجازات الملك وتحديات المملكة

فؤاد أحيدار يُحدث زلزالاً سياسياً في بروكسيل بفريق من أصول مغربية

تعليقات( 0 )