حماية المستهلك.. لهيب الأسعار يكوي جيوب المغاربة في رمضان

حماية المستهلك

تعيش مجموعة من الأسر المغربية على وقع لهيب أسعار كوى جيوبها وأثقل كاهلها خاصة في شهر رمضان المبارك الذي ترتفع فيه وثيرة الاستهلاك لتصل إلى ذروتها، وما يصاحبه من ارتفاع مهول في أسعار مجموعة من المواد الأساسية.

وفي هذا الصدد كشف عبد الكريم الشافعي، رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك بمدينة أكادير، ونائب رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” أن “السوق المغربي يعرف حركية غير عادية ورواج كبير سواء إبان شهر رمضان أو قبله بأيام، حيث يكثر التبضع وبشكل جنوني، ولا يمكنني الحديث عن الأسعار دون الإشارة إلى التدابير الاستباقية التي اتخذتها الحكومة قبل شهر رمضان من أجل تموين عادل للسوق الوطنية، وذلك عبر عقد مجموعة من اللقاءات سواء على المستوى المحلي، والعمالات أو الأقاليم، ويكمن هدفها في تقييم وضعية تموين السوق وخاصة ضمان توفير المواد الأكثر استهلاكا في هذا الشهر الكريم، كالقطاني، التمور، السكر، الزيت، الزبدة، الشاي وغيرها”.

وتابع عبد الكريم الشافعي قائلا: “خرجنا إلى الأسواق مع لجان المراقبة والحمد لله التموين متوفر، يعني أن جميع المواد المستهلكة في شهر رمضان متوفرة بكثرة، مع انخفاض في أسعار بعض المواد المصنعة، مثل الزيت والزبدة الذي كان سعرهما في السابق يبلغ على التوالي 130 درهم و 110 درهم لكنهما الآن بسعر 80 درهم فقط، ويضاف إلى هذه الإجراءات قرار الحكومة المتعلق بتمديد فترة تعليق استيفاء الرسوم الجمركية على بعض البذور الزيتية والزيوت الخام المستوردة، وذلك للتخفيف من تأثير زيادة تكلفة المواد الخام على سعر زيوت المائدة “.

وأكد الشافعي أن ارتفاع الأسعار يفسر بـ”اختلال التوازن بين العرض و الطلب الذي يكون سببه الرئيسي المستهلك الذي يتبضع بطريقة لا عقلانية، فحين أحتاج 1 كيلو من العدس وأقتني 2 كيلو غرام، أساهم بشكل مباشر في ارتفاع الأسعار من خلال إحداث شرخ كبير بين العرض والطلب”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن تجار الأزمات يستغلون مثل هذه الفرص للقيام بعملية الاحتكار وتخزين المنتوجات الغذائية إلى حين عدم تواجدها في السوق ثم يعرضونها للبيع بأثمنة خيالية”، معرجا على التدابير المتخذة من قبل لجان المراقبة لمنع الاحتكار، ويتعلق الأمر بـ”تكثيف تدخلات مصالح المراقبة، والسهر على فرض احترام المقتضيات القانونية المتعلقة بالأسعار والمنافسة وحماية المستهلك من كل أشكال المضاربة والاحتكار والادخار السري وجميع الممارسات التجارية المخلة بالسير العادي للأسواق أو التي تمس بصحة وسلامة المواطن”.

وواصل أن “المستهلك ينساق وراء الإشهارات والإعلانات التسويقية التي تحث على المزيد من الاستهلاك، فيتبضع بكميات كبيرة ويتخيل إليه وكأن العالم مقبل على مجاعة كبيرة، مع العلم أن رمزية شهر رمضان لا ترتبط بالأكل والتباهي”.

وأشار الشافعي إلى ظاهرة البذخ خلال شهر رمضان الفضيل، تدفع مجموعة من الأسر إلى “الاقتراض من الأبناك والمؤسسات المالية من أجل ضمان موائد دسمة بما لذ وطاب خلال الإفطار، والتي ينتهي بها الأمر في آخر المطاف في حاويات القمامة، و ما أريد إيصاله للمستهلك أنه لا يجب أن يتجاوز حدود الاعتدال، قال تعالى ‘كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين’.

وحذر نائب رئيس جمعية حماية المستهلك من الاقتناء من البائعين المتجولين والمتواجدين في قارعة الطرقات، خاصة ممن يعرضون مشتقات الحليب، مثل: اللبن، الرايب وغيرهم، مؤكدا أنه يتم القيام بصفة مستمرة بـ”خرجات مع لجان المراقبة بصفتنا ملاحظين، وكل من وجد عنده اللبن، الجبن، الرايب.. نقوم بالحجز عليه وإتلافه حفاظا على سلامة وصحة المستهلك، وأحث جميع المواطنين على عدم اقتناء منتوجات مجهولة المصدر وتبني تصرفات استهلاكية مسؤولة وسليمة”.

مقالات ذات صلة

محمد الحنصالي: قطاع التعليم الخصوصي يحتاج مبادرة من الدولة

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

وهبي: المحاماة في المغرب شهدت عدة أزمات والمهنة تتربص بها منافسة قوية

المتقاعدون يعودون للاحتجاج أمام البرلمان

التلقيح ضد الإنفلوانزا الموسمية.. حمضي ل"سفيركم": قد تكون مميتة وحان وقت التطعيم

الإنفلونزا الموسمية: بين الوقاية بالتطعيم وخطر المضاعفات القاتلة

الحنصالي: التعليم الخصوصي استثمار في الإنسان وفي الرأسمال البشري وليس في الأموال

الشافعي: أثمنة اللحوم لن تنخفض مباشرة بعد الاستيراد وعلى الحكومة تسقيف الأسعار

جدل تدريس الأساتذة بالقطاع الخاص.. السحيمي لـ”سفيركم”: الأمر ليس مستجدا

الشامي: 86 في المائة من المغاربة مدمجون في التأمين الإجباري عن المرض

المغرب يحقق تقدما في مؤشر الأداء المناخي ويواصل ريادته في مجال الحياد الكربوني

تعليقات( 0 )