يواصل المغرب تألقه على مستوى الحضور بين مصاف الدول الرائدة سياحيا، حيث يمثل وجهة مفضلة للعائلات الإسبانية الباحثة عن تجارب سفر تجمع بين الأصالة والانغماس في الطبيعة في سنة 2024، وفقا لتقرير صادر عن مجلة Nexotur الإسبانية المتخصصة في السياحة.
وأوردت المجلة السياحية المتخصصة، أن المملكة تتصدر تصنيفات منصة “إيفانيوس” المخصصة للسفر والسياحة، متفوقة على بلدان سياحية بارزة مثل مصر وكوستاريكا وتايلاند.
وأضافت المجلة الإسبانية أن الرحلات العائلية تمثل 22 بالمائة من الحجوزات، متجاوزة بذلك الرحلات التي تشمل الأزواج أو الأصدقاء أو السفر الفردي، مشيرة إلى أن متوسط تكلفة الفرد في اليوم الواحد تبلغ حوالي 175 يورو، بمتوسط إقامة يصل إلى 10 أيام.
وأرجع الخبير في المجال السياحي الزوبير بوحوت، سبب هذا الإقبال الإسباني، إلى القرب الجغرافي بين البلدين بدرجة أولى، مردفا أن المغرب يعتبر الوجهة الأقرب بفضل المسافة القصيرة التي تفصله عن شبه الجزيرة الإيبيرية، فضلا عن تطور وسائل النقل الجوي والبحري، مما يجعل الوصول إليه سهلا وسريعا.
وتابع في تصريح خاص لـ”سفيركم”، بأن التنوع الثقافي والحضاري والطبيعي الذي يتمتع به المغرب يعتبر من أبرز نقاط الجذب للسياح الإسبان، مشيرا إلى أن الملكة تقدم تجربة استثنائية تجمع بين المغامرة والاستكشاف، متيحة لهم فرصة صبر أغوار التراث التاريخي الغني والمناظر الطبيعية المتنوعة.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز المغرب بقدرته على تلبية احتياجات جميع أفراد العائلة، إذ يوفر أنشطة تلائم جميع الأعمار وتساهم في تعزيز الروابط الأسرية، الأمر الذي قد يفسر ارتفاع نسب الحجوزات السياحية العائلية من إسبانيا.
على صعيد آخر، قال بوحوت إن الإعلام والترويج السياحي يلعب دورا مهما في تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية مفضلة، مذكِّرا بالحضور المغربي القوي في أبرز معارض السياحة الدولية، وعلى رأسها معرض مدريد، ثالث أكبر معرض سياحي عالمي.
وقال إن المعرض كان له أثر كبير، حيث حصد المغرب عدة جوائز وحظيت أروقته باهتمام إعلامي لافت من طرف وسائل الإعلام الإسبانية، مما عزز صورته باعتباره وجهة سياحية متألقة.
وشهد قطاع السياحة سنة استثنائية مع قرب انتهاء سنة 2024، باستقباله حوالي 15.9 مليون سائح خلال 11 شهرا الأولى، مسجلا زيادة بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، أي بنمو بلغ 2.6 مليون سائح، وهي الزيادة التي تأتي في إطار مساعي وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لتحقيق هدف استقطاب 26 مليون سائح بحلول عام 2026، وجعل المملكة من بين أفضل 15 وجهة سياحية عالمية.