الوالي: “الطابع” يذكر المغاربة بوالديهم وبقصصهم في مناجم فرنسا

رشيد الوالي، هو فنان سرق القلوب من أول ظهور له على الشاشة، فحجز لنفسه مقعدا تحت الأضواء، فبين عباءة هذه الشخصية ورداء الأخرى، يتفنن في استغوار أدواره، إلى أن يجد ما يشفي غليل تعطشه للفن الذي سكنه ولم يأبى الرحيل.

وفي كل مرة كانت روحه لا تكتفي بتجربة واحدة فقط، بل تواقة للمزيد، فمن التمثيل إلى الإخراج، هذا الأخير الذي جعل منه الوالي فرصة، لترجمة ما يؤرق البعض ويخالج الكثيرين، كما هو الحال في فيلم “الطابع”، الذي حاول من خلاله أن يُسمع صوت من لا صوت له ويُخرج قصصهم إلى الوجود.

وفي هذا الحوار الخاص الذي أجراه موقع “سفيركم”، مع الفنان رشيد الوالي، يكشف لنا عن ظروف تصوير فيلمه “الطابع” وكيفية تفاعل الجمهور معه، بالإضافة إلى رسائله وقيمه الضمنية والمباشرة، ناهيك عن جديده الفني.

صورة لرشيد الوالي أثناء عرض فيلمه “الطابع” ضمن فعاليات المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط

ماهو شعورك بعد عرض فيلم الطابع في فعاليات المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط؟

“أنا سعيد جدا بعرض فيلمي في مدينة الرباط ضمن فعاليات سينما المؤلف، ولو أنه ليس في المسابقة،  وهو العرض ما قبل الأول في هذه المدينة، والحمد لله كما ترون القاعة كانت ممتلئة عن آخرها، الموعد، وشارك الجميع تقريبا في النقاش الذي تلى العرض، وهذا أمر يحلم به كل مخرج”.

كيف تفاعل الجمهور مع فيلم الطابع؟

“سبق أن قمت بمجموعة من الجولات في عدة دول ومدن خارج المغرب، وعرضت الفيلم في مدن أخرى مغربية، والحمد لله كان هناك إقبال مفاجئ، لأن الفيلم يندرج ضمن خانة السهل الممتنع، فبداية القصة درامية، لكن مع توالي الأحداث، يتفاجأ المشاهد في الأخير أن النهاية كوميدية”.

“الناس تعايشت مع الفيلم وأحبته، لأنه يذكرهم بوالديهم وبالمغاربة الذين جرى نقلهم من المغرب إلى فرنسا، من أجل العمل في المناجم في فرنسا”.

ماهي الإضافة التي يقدمها الفيلم لمسارك الفني؟

“كل الفيلم هو خطوة جديدة، ويعتبر مرحلة أخرى، وهذه مرحلتي الثالثة الأكثر نضجا، هو أول عمل لم أشارك فيه كممثل، بل ركزت فيه فقط على الإخراج وإدارة الممثل، وكتابة السيناريو مع هشام العسري، لم يكن سهلا، لكن الحمد لله أنني اجتهدت فيه مئة بالمئة، صورته في فترة كورونا وكان الأمر صعبا جدا، فكوني تمكنت من تجاوز هذه المرحلة سواء من ناحية الإنتاج وظروف التصوير، أعتبره نجاحا كبيرا”.

ماهي الرسائل أو القيم التي حاولت إيصالها للجمهور عبر فيلم الطابع؟
“أهم قيمة بالنسبة لي هي قيمة الإنسان، فلا يعقل أن نطور محيطنا، دون أن نطور الإنسان ونخلق لديه وعيا مجتمعيا، ومن يريد التقدم والنجاح يجب أن يعود لتاريخه ويتمعن في قصص من سبقوه، ممن اشتغلوا في ظروف صعبة جدا، خاصة من مغاربة العالم، الذين يروج ضدهم اليوم خطاب عنف ونظرة دونية باعتبارهم من الدرجة الثانية، في الوقت الذي قدموا من عمرهم ودمهم من أجل المضي قدما بهذه الدول، سواء عبر حفر الأنفاق، أو الصناعة أو التجارة أوالدراسة”.

هل يمكن اعتبار فيلم الطابع ترجمة لمعاناة مغاربة العالم في بلاد المهجر؟
“فيلم الطابع ليس مجرد ترجمة لمعاناة مغاربة العالم، بل التقيت في جولاتي بالخارج بمجموعة من الكورسيكيين، والإيطاليين والرومانيين، الذين أكدوا لي أنهم عاشوا نفس الأحداث، خاصة وأن الفيلم مترجم إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، قالوا لي إنه صور جزء من حياتهم”.

“الهجرة ظاهرة عاشها العديد من الناس، ومن اليوم الذي خلق فيه الله آدم عليه السلام، وهو يتحرك ويهاجر، حتى الأنبياء هاجروا، بصفة عامة كل شيء مبني على الهجرة، خاصة ونحن اليوم نرى تهجير شعب بأكمله، بالإضافة إلى خطاب التعايش، يجب أن نتعايش فيما بيننا كفانا من الصراعات والعدوانية”.

هل فكرة الفيلم تبلورت بعد أحداث منجم جرادة؟

“كنت قد فكرت في هذا الأمر، لكن طبعا لا، الفكرة تبلورت بعدما كان رشيد بنزين قد كتب خبرا حول الهجرة، وكان هو منطلقي للحديث عن هذه التيمة، نعم هناك من فُقِدُوا بسبب اشتغالهم في المناجم، ولكنه لم يكن الدافع الأساسي، بل كان حول من هاجروا بلادهم لأجل حلم وغذ أفضل، وهل وجدوا هذا الغذ الأفضل، أم أصبح فيما بعد قصة 40 أو 50 سنة، مثل البطل الذي وجد نفسه في الأخير، أنه لم يجن شيئا سوى المرض، وأنه عائد كي يموت في وطنه”.

ماذا تريد أن تقول لهذه الفئة التي تخاطر بنفسها لأجل لقمة العيش؟

“الإنسان دائما ما يخاطر بحياته لأجل ما يحب، وأتعجب من متسلقي الجبال الذين يغامرون ويتسلقون  دون حبال، بالإضافة إلى من يحبون الغوص في البحر، الله خلق الناس مختلفين، وربما هذا واحد من أسرار الكون، لأنه إذا كان الجميع يحب نفس الشيء فمن سيحب الأشياء الأخرى، فكل شخص يجد متعته في شيء مختلف، فإذا لم تكن الخطورة لن تكون المتعة، كما لو لم يكن التعب فلن تكون الراحة”.

رشيد الوالي، هل يمكننا اعتبار أن الفيلم يقدم دعوة للتعايش بين الأديان من خلال مشهد دفن الشخص اليهودي؟

“طبعا، التعايش بين الأديان من أهم رسائل الفيلم، لأن الشخص اليهودي هو الصديق المقرب للبطل المسلم، الذي رافقه من فرنسا إلى المغرب، على الرغم من أبنائه؛ أقرب الناس إليه الذين لم يذهبوا معه ولم يكلفوا أنفسهم عناء الاستماع له بخصوص مرضه، لكن صديقه إنسان آخر من دين آخر، عاش معه ولم يرد أن يتركه وحيدا إلى مماته، وهناك رسالة في الفيلم تقول ‘الأرض لا تهتم بمن نحن والله في الأخير هو من يحكم'”.

ماهي الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير فيلم الطابع؟

“من بين الصعوبات التي واجهتني أنني صورته في فترة كورونا وفي دولة أخرى غير المغرب، بالإضافة إلى مسألة التراخيص، الطقس ودرجة حرارة فكيك، ناهيك عن مرض الممثلين الذين كانوا حساسين جدا، حيث أن واحدا منهم كان يعاني من السرطان ويتلقى العلاج الكيماوي، والآخر قام بعملية على قلبه، هذه كلها عقبات لكن الحمد لله تجاوزناها”.

ما هو جديدك الفني؟
“جديدي الفني هو أنني بصدد كتابة سيناريو جديد لفيلم تلفزي، أنهيته للتو مع عبد الرحمن التازي، تحت عنوان ‘المرحوم’، وهو عمل كوميدي، سيجري بثه على القناة الثانية”.

كلمة لجمهورك؟
“أتوجه بالشكر لجمهوري وأقول لهم تابعوا موقع ‘سفيركم‘، وأقول لكم هنيئا لنا بهذه المنصة وهذه القناة التي من خلالها إن شاء الله ستتوصلون بكل جديد لنا”.

مقالات ذات صلة

مهرجان سينما المؤلف بالرباط يكرم نبيل بنعبد الله وشخصيات فنية دولية

منهم بنعبد الله وفنانون أجانب.. مهرجان سينما المؤلف يكرم شخصيات بارزة

بالقفطان والآلة..حضور مغربي مميز يختتم الأسبوع العربي في اليونسكو بباريس

لوحتان نادرتان لسفراء مغاربة في إنجلترا معروضتان للبيع مقابل 450 ألف يورو

“المعلم” للمجرد تحصد مليار مشاهدة ومعجبون: “من حقهم يغارو منك”

سفير المغرب لدى اليونيسكو: سوف نسجل القفطان والزليج كتراث مغربي

سفير المغرب لدى اليونيسكو: سوف نسجل القفطان والزليج كتراث مغربي

أبطال الموسم الرابع من مسلسل “Outer Banks” في رحلة للبحث عن كنز بالمغرب

الزوبير يدخل تجربة سرقة “الكنوز” وأسامة رمزي: “كنبغي مراتي”

باسو: سعيد بمولودي الأول "زعزوع" لأنه خرج للوجود و"سي الكالة" حاضر في رمضان

باسو: سعيد بمولودي الأول و”سي الكالة” حاضر في رمضان

مخرج “زعزوع”: إنتاج الفيلم تطلب أزيد من 5 مليون درهم

تعليقات( 0 )