أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرا شديدا لمواطنيها، تدعوهم لتجنب السفر تماما إلى المناطق الواقعة ضمن نطاق 30 كيلومترا من الحدود الجزائرية مع ليبيا، موريتانيا، مالي، النيجر، وتونس، مشيرة إلى تدهور الوضع الأمني في هذه المناطق المضطربة.
وفي أحدث تحديث لنصائح السفر الصادر في 11 يناير، حددت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية (FCDO) ولايتي إليزي وورقلة، بالإضافة إلى منطقة جبال الشعامبي، كأماكن شديدة الخطورة، واستثنى التحذير بشكل صريح المناطق الحدودية مع المغرب.
ويأتي هذا التحذير وسط تصاعد المخاوف بشأن الحدود الجزائرية الهشة، التي أصبحت ملاذا لأنشطة ما يسمى الإرهاب والصراعات المسلحة بين الجماعات المتطرفة وقوات الأمن الجزائرية.
وقد أثارت المحاولات المتعثرة للجزائر في السيطرة على حدودها الواسعة، التي تمتد على طول 6,000 كيلومتر، بما في ذلك 2,400 كيلومتر مع مالي والنيجر غير المستقرتين، قلقا أمنيا متزايدا.
وتفاقمت أزمة الحدود الجزائرية الشرقية أيضا بسبب انتشار الأسلحة وتهريب المخدرات، الذي زاد بعد توتر الأوضاع في الداخل الليبي.
وقد حولت الاضطرابات السياسية في النيجر والصراعات المستمرة في مالي المناطق الجنوبية للجزائر إلى ملاذات للجماعات الإرهابية والمسلحين، مما خلق ما وصفه خبراء الأمن بـ”الثقب الأسود” لانعدام القانون على طول الحدود الجزائرية.
وسلط الضوء على الوضع الأمني المتدهور بشكل مأساوي بعد حادثة القتل التي طالت سائحا سويسريا في جانت، قرب الحدود الجنوبية للجزائر، في 11 أكتوبر 2024.
وتعرض السائح لهجوم بالسكين في مقهى محلي، وهو أول حادثة قتل تستهدف أجنبيا في الجزائر منذ سنوات، ما قوّض محاولات البلاد لتعزيز السياحة الصحراوية.
وتملك الحدود الجزائرية سجلا حافلا بالعنف، بما في ذلك الهجوم الإرهابي على منشأة الغاز في تيقنتورين عام 2013، حيث قُتل 39 رهينة أجنبية.
ولا تزال هذه الحوادث تُلقي بظلالها السلبية على سمعة الجزائر، رغم محاولاتها المستمرة للتقليل من المخاوف الأمنية.