شهدت مدينة الفنيدق في الأيام الأخيرة، تدفق غير مسبوق للمهاجرين غير النظاميين الذين يعتزمون التسلل إلى مدينة سبتة المحتلة، مدفوعين بشائعات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الطريق أصبح سهلا وأن الضباب الذي يغطي المنطقة ييسر عملية عبورهم نحو المدينة المحتلة.
وتداولت مجموعة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام القليلة الماضية، مجموعة من الشائعات تفيد بأن الضباب الكثيف الذي يغطي المناطق الساحلية بين الفنيدق وسبتة، يجعل عملية التسلل أسهل وأقل خطورة، ما دفع بالكثيرين، خاصة من الشباب، إلى التوجه نحو سواحل الفنيدق أملا في العبور بطريقة غير شرعية.
وتشير تقارير إعلامية إسبانية إلى أن ما يزيد عن 300 شخص حاولوا السباحة إلى داخل سبتة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مستغلين الغطاء الذي يوفره الضباب الليلي، ففي وقت مبكر من يوم السبت والأحد، انطلقت المحاولة الأولى بمشاركة 150 مهاجرا، لتتكرر المحاولة مرة أخرى يوم أمس الاثنين، بحوالي 200 مهاجر.
وتتمحور هذه المحاولات حول المناطق الساحلية بمدينة الفنيدق، وقد أظهرت تقارير أخرى أن قوات الحرس المدني الإسباني تمكنت من رصد مجموعة كبيرة من هؤلاء المهاجرين وهم يحاولون العبور عبر السباحة أو باستخدام عوامات، من بينهم مجموعة من القاصرين الذين تم نقلهم إلى مراكز الإيواء في سبتة المحتلة.
ويلعب الضباب دورا رئيسيا في تشجيع المهاجرين غير النظاميين على محاولة التسلل، حيث يوفر غطاء طبيعيا يقلل من احتمالية اكتشافهم من قبل قوات الحرس المدني، وعلى الرغم من ذلك، فإن المخاطر تظل كبيرة، حيث يتعرض العديد من المهاجرين لمخاطر جمة منها انخفاض حرارة الجسم والكدمات أو الوفاة في عرض البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى سواحل سبتة.
وشرعت قوات الصليب الأحمر في مساعدة الذين تمكنوا من الوصول إلى ساحل سبتة، في الوقت الذي لم تؤكد السلطات الإسبانية بعد عدد الأشخاص الذين تمكنوا من عبور الحدود بنجاح، فيما تواصل الشرطة التعرف على هوية المهاجرين وتوثيق أعمارهم قبل الشروع في إعادة البعض منهم إلى بلدانهم.
ومع تزايد هذه المحاولات، أصبحت مدينة الفنيدق نقطة تجمع رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين من الشباب والقاصرين، الذين يرون في الضباب الكثيف فرصة سانحة لتحقيق حلمهم بالوصول إلى أوروبا عبر سبتة، إلا أن هذه الرحلات تبقى محفوفة بالمخاطر، حيث غالبا ما تنتهي بإعادة المهاجرين إلى نقطة الصفر أو بمواجهة مصاعب جسدية ونفسية تفوق التوقعات.
وتجدر الإشارة إلى أن مدخل مدينة الفنيدق قد شهد في الأسبوع الماضي، تعزيزات أمنية، من أجل منع توافد المئات من المهاجرين الراغبين في العبور إلى سبتة، من بينهم مهاجرين من دول جنوب الصحراء، والجزائر وقاصرين من مدن مغربية مختلفة.
تعليقات( 0 )