سلطت صحف فرنسية الضوء على تدخل مغربي يدعى صلاح حداوي، في 24 يناير الماضي، ساعد في إنقاذ طفل فرنسي يبلغ من العمر 7 سنوات، من محاولة اختطاف في مدينة باسنس بمقاطعة جيروند، جنوبي فرنسا، واصفة إياه بـ”البطولي”.
وأوضحت صحيفة “Actualités Bordeaux” الفرنسية، أن صلاح البالغ من العمر 36 سنة، قد تدخل لإنقاذ طفل من محاولة اختطاف، كما أوقف الخاطف ومنعه من الفرار إلى حين حضور السلطات المحلية.
وفي التفاصيل، ذكر المصدر ذاته، أن صلاح كان يجلس في المقهى، الذي يرتاده بشكل يومي، عندما سمع صراخ سيدة كانت تنتظر الحافلة مع طفليها، أحدهما في السابعة والآخر في الثانية، قائلة: “ساعدوني! لقد خطفوا ابني!”، وحين التفت رأى رجلا يركض بسرعة وهو يحمل الطفل بين ذراعيه.
وواصل المصدر ذاته، أنه على الرغم من أن المكان كان مكتظا بالناس، إلا أنه لم يبادر أحد بمساعدتها، سوى المغربي الذي قرر التدخل لإنقاذ الطفل، فبدأ يركض باتجاه الخاطف، الذي شعر بالذعر من اقتراب صلاح فترك الطفل، محاولا الفرار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ورغم ترك الخاطف للطفل، إلا أن المغربي استمر في مطاردته، فأمسك به على بعد حوالي 50 مترا من المقهى، وقال صلاح: “أمسكت به من كتفه لكنه أفلت مني، فلاحقته مجددا حتى تمكنت منه فأعدته إلى المقهى”.
وأردفت أن المغربي اقتاد الخاطف إلى المقهى حيث أجبره على الجلوس ومنعه من الفرار، كما حرص على تهدئة زبناء المقهى، الذين كانوا على وشك الاعتداء على المشتبه به، إذ قال: “كان البعض يريد ضربه حتى لا يكرر فعلته، لكني منعتهم وفضلت انتظار وصول الشرطة”.
ووصلت الشرطة بعد دقائق وأوقفت المشتبه به، الذي تبين لاحقا أنه رجل من أصول باكستانية، يبلغ من العمر 27 عاما، يعاني من مشاكل نفسية، ويحمل صفة لاجئ في فرنسا، لتقرر السلطات بعدها نقله إلى مستشفى للأمراض النفسية بمدينة كاديلاك.
وأضاف صلاح: “لم أفكر في الأمر كثيرا وقتها، بالطبع، كنت خائفا، صحيح أنني أطول من الرجل، لكنه كان أقوى بدنيا، وكنت أخشى أن يكون مسلحا. لكن لم يكن لدي خيار آخر سوى التحرك، فالطفل كان في خطر”.
وبدورها أشادت الشرطة المحلية ومجموعة من الصحف الفرنسية بشجاعته وتدخله البطولي، وقال صلاح: “لا يمكننا الوقوف والاكتفاء بالمشاهدة، ماذا كان سيحدث لو لم أتدخل؟ علينا جميعا أن نتحرك في مثل هذه المواقف”.
ومن المتوقع أن يجري تكريم صلاح حداوي، من قبل عمدتي باسنس وأمباريس إيه لاغراف، مع احتمال منحه وسام الشجاعة والتفاني، وهو تكريم رسمي يمنح للأفراد الذين يعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ الآخرين.