بنيامين نتنياهو.. موقف مشحون وشعبية تتراجع

بنيامين نتنياهو

بعدما ظهر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزاء الإسرائيلي، بصورة السياسي المحنك، والرجل القوي ذي المواقف الثابتة، بدأت هذه الصورة تتلاشى شيئا فشيئا، بسبب زلة قلم وموقف مشحون، سحب من تحته بساط شعبيته الكبيرة وسط الإسرائيليين، خاصة بعد تدوينته الأخيرة، التي جرت عليه وابلا من الانتقادات، وصلت حد مطالبته بمغادرة رئاسة الحكومة.

ودعت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، التي تعد من أكثر الصحف قراءة في إسرائيل، الحكومة إلى عزل بنيامين نتنياهو من منصبه، بشكل مستعجل، حيث جاء في افتتاحيتها الموجهة لقادة الأحزاب المشاركة في الحكومة: “مستقبل البلاد بين أيديكم: أظهروا المسؤولية في هذا الوقت المشؤوم، وافعلوا الشيء الصواب”.

وقالت الصحيفة إن “الرسالة التي نشرها نتنياهو على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، يوم السبت الماضي، التي ألقى فيها -في خضم الحرب- باللوم على رؤساء جهاز الأمن، في الفشل عن عملية السابع من أكتوبر الماضي، تستلزم عزله الفوري من منصب رئيس الوزراء”.

وتابعت أنه “بعد هذا المنشور، ورغم أنه حذفه في صباح اليوم التالي، واعتذر بشكل ضعيف، يجب على كل إسرائيلي، ورئيس الدولة، وأعضاء الكنيست، وأعضاء الحكومة ورؤساء جهاز الأمن، أن يدركوا مرة واحدة وإلى الأبد، أن استمرار نتنياهو في منصب رئيس الوزراء، في هذا الوقت المصيري، هو بمثابة مقامرة بمستقبل إسرائيل”.

وعقب نشره للتدوينة المذكورة، حذفها بنيامين نتنياهو، يوم أمس الأحد، على منصة “إكس”، حيث كانت محملة بعبارات تهاجم قادة الأجهزة الأمنية، وتحملهم مسؤولية ما يحدث”.

وجاء في تدوينة نتنياهو: “خلافا للادعاءات الكاذبة، لم يتم تحذير رئيس الوزراء تحت أي ظرف من الظروف، وفي أي مرحلة عن نية الهجوم من جانب حماس”.

وأكد متابعا: “على العكس من ذلك، قدر جميع المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس جهاز الأمن القومي ورئيس الشاباك، أن حماس ارتدعت ولجأت إلى التسوية.. هذا هو التقييم الذي تم تقديمه مرارا وتكرارا، إلي وإلى مجلس الوزراء، من قبل الأجهزة الأمنية، حتى لحظة اندلاع الحرب”.

وكتبت الصحيفة للمرة الأولى، أن بنيامين نتنياهو هو “شخص بغيض، ويفتقر إلى كل ضمير وبوصلة أخلاقية”، وأضافت أن “جميع جرائم نتنياهو السياسية، التي لا يمكن حصرها هنا، تتضاءل أمام هذا العمل الوحشي، ضد رؤساء المؤسسة الأمنية في زمن الحرب”.

وزادت قائلة: “الويل للدولة التي يقودها نتنياهو، في أصعب لحظة في تاريخها. الويل للجنود والمدنيين الذين حياتهم بين يديه”.

بدورها، اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال“، في تقرير لها حول الموضوع، أن اعتذار نتنياهو ينم عن موقف مشحون في مواجهة مجموعة من الملفات، خاصة تلك المتعلقة بالفشل الاستخباراتي، وملف الرهائن، وتهديد مستقبله السياسي.

وأبرزت الصحيفة، أن نتنياهو لمدة 35 سنة في السياسة، استطاع أن يشكل صورة قوية عن نفسه، حيث وصفته بـ”الصقر” الأمني المتشدد، والمستعد للتعامل مع التهديدات الإيرانية النووية ومع حماس، لكن هذه الصورة تلاشت، بعد مباشرة كتائب القسام عملية “طوفان الأقصى“، في السابع من أكتوبر الماضي، ما عرى على الفشل الأمني والاستخباراتي لإسرائيل.

وعن تراجع شعبيته وشعبية حزبه، أوضح استطلاع رأي، أن 4 من كل 5 إسرائيليين، قالوا إنه “يتوجب على نتنياهو أن يعترف بالمسؤولية”.

وكشف استطلاع منفصل قامت به صحيفة “معاريف”، عن تراجع عدد المقاعد البرلمانية، التي سيفوز بها حزب الليكود، بزعامة نتنياهو في الانتخابات، ما ينذر بإقصاء الحزب من السلطة، في حالة نظمت إسرائيل انتخابات الآن.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

لتعزيز العلاقات مع المغرب.. سويسرا تفتتح قنصلية فخرية في طنجة

تونس تنسف مساعي الجزائر لتأسيس بديل لاتحاد المغرب العربي

بعد هلع “التسونامي” في الجديدة.. الفريق الاشتراكي يسائل وزير التعليم

هل يُعلن ماكرون اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء خلال زيارته المقبلة إلى الرباط؟

بعد ربع قرن من الحكم..أهم المحطات البارزة في عهد الملك محمد السادس