جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، التأكيد على الموقف الثابت للمغرب بشأن احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، نافيا أن يكون طرفا في النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وأوضح ناصر بوريطة، اليوم الإثنين، بالعاصمة الرباط، في ندوة صحفية، أنه منذ بداية الأزمة بين البلدين، كان موقف المغرب واضحا وقائما على مبادئ “تؤمن بها المملكة المغربية وتنسجم مع القيم التي تؤمن بها في العلاقات الدولية”.
وتابع الوزير مفسرا: “أولها احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية لكل أعضاء الأمم المتحدة”، لافتا إلى أن المغرب كان دائما يدافع على هذا المبدأ باعتباره مبدأ محوريا في العلاقات الدولية والعلاقات بين الدول.
وثاني هذه القيم، أضاف المتحدث ذاته، تمثل في عدم استعمال القوة في حل النزاعات واللجوء إلى الحلول السلمية، خاصة في النزاعات بين الجيران، مشيرا إلى أنه المبدأ “الذي لطالما دافع عنه المغرب في كل المحافل الدولية والإقليمية، ودافع عليه كذلك فيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا”.
وذكر المسؤول الحكومي بثالث هذه القيم، الذي يتجلى في احترام المرجعيات الموجودة في قرارات الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة حول الحرب الأوكرانية.
وقال بوريطة خلال هذه الندوة التي عقدت على هامش مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن “المغرب ليس طرفا في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، لا بشكل ولا بآخر”، لكنه “معني بهذه الحرب، لأنها تمس أولا بالأمن والاستقرار الإقليميين، وثانيا بالنظر إلى تبعاتها وانعكاساتها الاقتصادية على مجموعة من الدول من بينها المملكة المغربية”.
وفي سياق متصل، أكد الوزير أن المغرب تجمعه علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، ويدفع نحو إيجاد حل سلمي لهذا النزاع، ويرحب بكل المبادرات في هذا الإطار، مستحضرا مبادرة اقترحها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإيجاد حل للأزمة الروسية الأوكرانية، والتي أخذ المغرب علما باهتمام بعناصرها.
وذكر المسؤول أنه توجد مبادرات عديدة في هذا الجانب، مبرزا أن المغرب مع الحل السلمي لكنه يحذر من كون كثرة المبادرات قد تصعب الوصول إلى الحل بدل تشجيعه.
وقال ناصر بوريطة، إن زيارة دميترو كوليبا للمغرب، التي تدخل في إطار جولة إقليمية يقوم بها لعدد من الدول الإفريقية، هي زيارة مهمة، كونها الأولى من نوعها لوزير أوكراني، بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ حوالي 30 سنة، وتأتي في إطار علاقات ثنائية قوية بين البلدين تاريخيا قائمة على الصداقة المتينة والتعاون المثمر.