لا زال تأثير الزلزال وتداعياته، الموضوع الأبرز، على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، منذ يوم الجمعة الماضي، حين اهتزت الأرض، بمنطقة الحوز ومناطق مغربية أخرى.
وطيلة الأيام الماضية، يتابع المغاربة على مدار الساعة، الأخبار المرتطبة بهذه الفاجعة، من صور ومقاطع فيديو، قد تروج لبعض الأفكار السلبية والشائعات، إلى جانب قصص مأساوية لأشخاص، فقدوا منازلهن وأقربائهم، نتيجة هذا الزلزال، ناهيك عن التصريحات المؤثرة للأطفال، الذين فقدوا أسرهم وأصبحوا بدون مأوى.
هذه الأخبار المتوالية، التي خلقت حالة نفسية من الحزن والهلع، في نفوس العديد من المغاربة، يوصي الأخصائيون النفسيون بالتفاعل معها بحذر وإيجابية، لتفادي عواقبها على صحتهم النفسية.
وفي هذا الإطار، قال محمد وليد، أخصائي ومعالج نفسي، إن “البحث عن الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجعل المتلقي مثل “إسفنجة”، تلتقط كل الأفكار التي تقدم لها”.
وأضاف محمد وليد، في تصريح لموقع “سفيركم”، أن الاستهلاك المستمر لهذه الأفكار، يصبح أمرا معتادا وروتينيا لدى المتلقي، الذي يعتبر الاطلاع على جديد الأخبار، أمرا ضروريا، دون مراعاة حالته النفسية، وأيضا حالة محيطه، التي قد تتأثر نتيجة، هذا الارتباط المستمر بالأخبار السلبية.
وأوضح الأخصائي في تصريحه أن “تأثير الزلزال أو الكارثة بصفة عامة على الشخص، يكون حسب العديد من المتغيرات، منها الموروث الثقافي، والديني، والعامل الجغرافي، والبعد أو القرب من منطقة التأثير، وكذلك البنية النفسية للشخص”.
وأبرز الأخصائي النفسي أن “الشعور بالخوف أو الصدمة، بعد الكوارث، هو مسألة طبيعية، غير أن هناك من له بنية نفسية هشة، ويتأثر بسرعة، ويمكن أن تطول مدة تأثره، ويدخل فيما يسمى ‘اضطراب ما بعد الصدمة’، كما يوجد أشخاص يتقنون ‘عملية الصمود'”.
وفي هذا السياق، نصح محمد وليد، بتجنب التصفح المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي، لتفادي الإدمان على استهلاك هذه المحتويات سواء كانت صحيحة أو زائفة، والتي تؤدي إلى تخزين الأفكار السلبية والسامة، هذه الأخيرة، قد تقود صاحبها إلى “اضطراب ما بعد الصدمة”، إلى جانب الاكتئاب، وعدم التوازن التفسي والاستقرار النفسي.
وختم محمد وليد، بالتأكيد على ضرورة التحسيس، بخطورة التصفح السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، وتجنب المحتويات المتعلقة بالزلزال، أو غيره من الأحداث المأساوية، مذكرا بأن العديد من الأشخاص، اكتشفوا إصابتهم بالاكتئاب وبدأوا العلاج، بسبب الإدمان على استهلاك محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة السلبي منه.