شهدت منطقة “جبل طارق” بجنوب إسبانيا، تنظيم فعاليات الاجتماع الرابع عشر للجنة التنسيق المشتركة لمحمية المحيط الحيوي العابرة للضفتين، بين المغرب والأندلس، وذلك خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 16 ماي الجاري، بمشاركة خبراء مغاربة وإسبان.
وأوضحت تقارير إعلامية إسبانية أن هذا اللقاء البيئي، الذي خُصص لتبادل الخبرات حول الإدارة المستدامة لغابات الفلين ومواجهة تحديات الحرائق والغابات المتدهورة، يأتي تزامنا مع اقتراب فصل الصيف، الذي يعرف عادة ارتفاعا في درجات الحرارة وزيادة في وتيرة الحرائق الغابوية بالمغرب.
وقدمت مجلس الاستدامة والبيئة بحكومة جهة الأندلس، خلال هذا اللقاء البيئي المشترك، عرضا مفصلا حول تجربته في إدارة غابات الفلين وإعادة إحياء المناطق المتضررة من “الجفاف” الذي يصيب الأشجار، إلى جانب استراتيجيته في الوقاية من حرائق الغابات والتدخل المبكر للحد من آثارها.
وشارك في الاجتماع الرابع عشر للجنة التنسيق المختلطة ممثلون عن الشركاء المغاربة والإسبان، من بينهم المدير العام للفضاءات الطبيعية المحمية في الأندلس، خوسيه إنريكي بورالو، ورئيسة مجلس محميات المحيط الحيوي في الأندلس، آنا بيّاسكوسا، إلى جانب مسؤولين محليين وخبراء في المجال البيئي.
وانصبت أعمال اللجنة على تقييم التقدم الحاصل في تنفيذ خطة العمل 2016-2025 الخاصة بمحمية المحيط الحيوي بين الضفتين، مع استعراض عدد من المشاريع التي تم إنجازها أو ما تزال قيد التنفيذ، سواء في الجانب المغربي أو الإسباني من هذه المحمية.
وعرف المنتدى تنظيم أيام دراسية وجولات ميدانية شارك فيها باحثون وتقنيون من المغرب والأندلس، تم خلالها تبادل التجارب والخبرات حول الغابات الفلينية، وكيفية استغلالها بشكل مستدام، كما نُوقشت خلالها مشاريع واعدة مثل مشروع “Life CO2RK” الذي يهدف إلى الحد من التغير المناخي من خلال التدبير المستدام للغابات.
كما شملت الزيارات الميدانية مركز “سوبيروتيكا” المتخصص في حفظ بيانات الفلين، ومركز الدفاع عن الغابات بمدينة “ألكالا دي لوس غاثوليس”، حيث تم تقديم نماذج لمبادرات محلية مثل إعادة تأهيل مدرسة قروية وتشجيع السياحة البيئية.
وكان من أبرز محطات المنتدى تنظيم زيارة ميدانية للاطلاع على التدخلات البيئية التي تشرف عليها وزارة البيئة الأندلسية، بهدف استعادة غابات الفلين المتضررة من الجفاف الذي يهدد التوازن البيئي في المنطقة.
ويعكس هذا التعاون البيئي بين المغرب والأندلس أهمية الشراكة بين الضفتين في حماية الإرث الطبيعي المتوسطي وتعزيز التنمية المستدامة، من خلال تبادل المعارف والتجارب الميدانية والتقنية.