خلدت جالية هولاندا، الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، وذلك بمقر القنصلية المغربية بمدينة أمستردام، بحضور القنصل العام للمغرب بمدينة أمستردام، السيد سليم لحجمري.
وشكل هذا الاحتفال، مناسبة مهمة لتسليط الضوء على مجموعة من الإنجازات، التي تم تحقيقها تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس ورؤيته الثاقبة، والتي ما تزال انعكاساتها الإيجابية حاضرة، في جميع جوانب الحياة الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية بالمملكة المغربية.
كما كان هذا الاحتفال، فرصة مهمة للتعارف بين أفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار الهولندية، والتعبير عن اعتزازهم بانتمائهم للمملكة المغربية، وافتخارهم بتخليد هذه الذكرى المجيدة، التي تعكس مدى تشبث المغاربة بكل شرائحهم، بوحدتهم الترابية وبمغربية الصحراء.
وسلط هذا الاحتفال الضوء على المسيرة الخضراء، باعتبارها حدثا تاريخيا أبدعه الملك الراحل الحسن الثاني، ليؤكد للأجيال القادمة، أهمية تدعيم الروح الوطنية لمواجهة رهانات مستقبلية وحاضرة.
ومكنت هذه الذكرى، التي تجسد ملحمة تاريخية، التحم فيها الملك وشعبه، للدفاع بشكل حضاري عن ربوع وطن، كادت الأطماع الأجنبية أن تأخذ حيزا منه، ففي السادس من نونبر 1975، انطلق المغاربة في مسيرة وطنية من جميع المدن، صوب الأقاليم الصحراوية، لتحريرها من الاحتلال والأطماع الإسبانية، فكان أن سجلها التاريخ في صفحات الذاكرة المغربية، كحدث سلمي فريد من نوعه.
وخلال هذا الحفل، الذي أقيم في مقر القنصلية العامة بمدينة أمستردام، نوه المشاركون بهذه الذكرى التي جعلت الاحتلال الإسباني، يرضخ لإرادة الملك والشعب، في استكمال الوحدة الترابية، وأنهت الاحتلال الإسباني في الأقاليم الصحراوية، وجعلت أنظار العالم تتجه لمغرب جديد، يحتفي بشجاعة وقوة إيمان ملكه وشعبه.
ولفتت جالية هولاندا، إلى رمزية حمل أجدادهم المغاربة للمصحف الكريم والعلم المغربي، التي تؤكد مدى ارتباطهم بدينهم، وتضحيتهم بحياتهم في سبيل قضايا الوطن.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد سنة من المسيرة الخضراء، تكللت جهود المغاربة بنصر قوي، رفعوا من خلاله الراية المغربية في سماء مدينة العيون، يوم 28 فبراير 1976، ما أعلن آنذاك، انتهاء عهد الاحتلال الإسباني في الأقاليم الصحراوية المغربية، ولم تقف بطولات الملك والشعب عند هذا الحد، بل تم بعد ذلك استرجاع إقليم وادي الذهب، في 14 من غشت 1979.