أكد خبير فرنسي متخصص في الشؤون الأوروبية والإفريقية أن القارة الإفريقية بدأت، بفضل الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تستعيد زمام مصيرها البحري وتعيد تموقعها كقوة فاعلة محورية داخل الفضاء الأطلسي، الذي يشهد تحولات عميقة في أنماط الإنتاج والمعايير الجيوسياسية.
وأوضح الخبير الفرنسي، شابان دلماس، في معرض تعليقه على الرسالة الملكية، التي وجهها العاهل المغربي إلى قمة “إفريقيا من أجل المحيط” المنعقدة في بنيس، والتي ترأستها الأميرة للا حسناء ممثلة للملك، بحضور الرئيس الفرنسي السابق إيمانويل ماكرون، أن المغرب، باعتباره حلقة وصل طبيعية بين أوروبا وإفريقيا، يباشر عملية إعادة تموقع استراتيجية في الفضاء الأطلسي، باعتباره رافعة لتحقيق الاندماج القاري.
وأضاف الخبير الفرنسي، أن الرؤية الملكية الجديدة للدور البحري للمغرب، ترتبط برهانات كبرى تشمل الاقتصاد والسياسة والقانون، وهي رهانات من شأنها أن ترسم ملامح مستقبل القارة الإفريقية في النظام العالمي الجديد.
ولفت إلى أن طرق التجارة العالمية ما تزال خاضعة لأنماط تنظيم تعود إلى الحقبة الاستعمارية، موضحا أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يعمل على إعادة صياغة هذه الأنماط، من خلال تبني رؤية تؤسس لموقع إفريقي مستقل وذي سيادة ضمن محور أطلسي واعد، قادر على إحداث توازن جديد في حركة المبادلات العالمية.
وفي هذا الإطار، شدد دلماس على أن التصور الملكي يجعل من الفضاء الأطلسي منصة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، لتطوير سلاسل قيمة إقليمية ترتكز على مسارات بحرية جديدة، وتخدم المصالح الحقيقية للدول الإفريقية، لا سيما دول منطقة الساحل.
وأشار إلى أن مشروع المركب المينائي “الداخلة الأطلسي” يندرج بأكمله في صلب هذه الدينامية الإقليمية، مبرزا أنه يتوفر عل منصة صناعية ولوجستية متكاملة، موجهة لمعالجة المواد الأولية وتصديرها نحو الشركاء الأوروبيين والأفارقة، بما يعزز اندماج دول الساحل في الدورة الاقتصادية العالمية، بعد عقود من التهميش.
واعتبر أن هذا الاندماج يمثل شرطا ضروريا لمعالجة الأزمات التي تواجهها منطقة الساحل، وفي مقدمتها تحديات الإرهاب وعدم الاستقرار.
وختم الخبير الفرنسي تصريحه بالتأكيد على أن المحيط الأطلسي يجب أن يتحول إلى مجال لبناء مشترك لإطار قانوني يعزز سيادة إفريقيا ويضمن مصالحها الاستراتيجية في قلب التحولات الجيوسياسية العالمية.