كشفت دراسة ألمانية حديثة أن الوضع الاقتصادي والمادي للشخص يرتبط بإمكانية عيشه لمدة طويلة، حيث أن متوسط العمر يتأثر بالوضع الاقتصادي للأفراد، ما يفسر ميل الأثرياء إلى العيش لمدة طويلة وميل الفقراء إلى الوفاة مبكرا.
وجاء في هذه الدراسة التي أجراها باحثون من معهد “روبرت كوخ” الألماني للأمراض المعدية، والتي نشرت نتائجها في مجلة “ذا ساينتيست” البريطانية، أن متوسط العمر قد ارتفع عند سكان المناطق الغنية، حيث اتسعت رقعة الفجوة في متوسط العمر بين المناطق المستقرة اقتصاديا والأخرى التي تعاني من ظروف اجتماعية صعبة.
وأوضح الباحثون أن الفترة الممتدة من سنة 2003 إلى 2019، عرفت ارتفاعا ضئيلا في متوسط العمر المتوقع، مشيرين إلى أن هذا الارتفاع كان بطيئا ومنعدما في الأحياء الهشة والفقيرة.
وتعتمد هذه الدراسة على بيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي، إلى جانب بيانات خاصة قام باحثوا معهد الأمراض المعدية بتطويرها، من أجل رصد الظروف المعيشية للفئات الفقيرة والهشة ثم المستقرة والميسورة، بمناطق مختلفة من أرجاء ألمانيا، والتي تقدم للفريق معلومات حول المهارات التعليمية والبطالة وكذا مستويات الدخل.
وذكرت الدراسة أن فارق الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين النساء، في المناطق الأكثر حرماناً والأقل حرماناً في سنة 2003، بلغ 1.1 سنة، فيما ارتفعت هذه الفجوة في سنة 2019 بـ1.8 سنة.
وفيما يتعلق بالرجال، فقد أوضحت الدراسة، أن رقعة هذه الفجوة قد اتسعت بين 2003 و 2019، حيث انتقلت من 3 سنوات في سنة 2003، إلى 3,1 سنة في سنة 2019.
وأشارت الدراسة إلى أن الفترة التي أعقبت جائحة كورونا، أي بعد سنة 2019، شهدت ارتفاعا كبيرا في هذه الفجوة، حيث بلغت إلى حدود سنة 2021 حوالي 2.2 سنة بالنسبة للنساء، و3.5 سنة لدى الرجال.
وأكدت الورقة البحثية أن الرجال الذين يقطنون في مناطق فقيرة يموتون بحوالي 3,5 سنوات، قبل الرجال الذين يعيشون في المناطق الثرية والميسورة، وفسر الباحثون هذا الارتفاع بزيادة حالات الوفيات جراء السرطان، وأمراض القلب والرئة.
وفي سياق منفصل، كانت قد كشفت دراسة سابقة صادرة عن مركز الدراسات والبحوث الديموغرافية بالمندوبية السامية للتخطيط، بعنوان “الاتجاهات والتفاوتات في مواجهة الموت بالمغرب”، أن الطبقات الغنية والفقيرة بالمغرب تسجل تفاوتا في متوسط العمر، إذ أن أمد الحياة أعلى بأربع سنين عند الفئات الغنية مقارنة بالفقيرة.
تعليقات( 0 )