كشفت دراسة حديثة أن الجينات الوراثية والحمض النووي المسؤول عن تعزيز الخصوبة، قد يكون مرتبطا بأضرار جسدية تقصر العمر في وقت لاحق من الحياة.
وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها على مجلة “ساينس أدفانسز”، والتي أعاد موقع “نيويورك تايمز” نشرها، أنها تعزز نظرية جورج ويليامز، عالم الأحياء التطوري الأمريكي، المتعلقة بكون التوفر على كمية كبيرة من الحمض النووي البشري، يرتبط بأضرار جسدية.
دراسة تؤكد أن الجينات التي تعزز الخصوبة تقصر الحياة
ووجد الباحثون في هذه الدراسة، مئات الطفرات التي يمكن أن تعزز خصوبة الشباب، والتي كانت مرتبطة بأضرار جسدية في وقت لاحق في الحياة.
وسبق أن قدمت بعض الدراسات السابقة نتائج داعمة لنظرية ويليامز، فعلى سبيل المثال، في سنة 2007، اكتشف فريق من الباحثين أثناء دراستهم لديدان صغيرة، زوجا من الطفرات التي زادت من عمر الكائن لكنها قللت من المتوسط المعتاد لعدد الأفراد.
وفي تصريح قدمه جيانزهي تشانغ، عالم الأحياء التطوري بجامعة ميشيغان، لموقع “ذا نيويورك تايمز”، أكد على أنه لم يكن راضيًا عن هذه التجارب على اعتبار أنها “دراسة لحالة فقط”، حيث قال: “لا نعلم ما إذا كان هناك الكثير من هذه الطفرات في الجينوم بأكمله”.
واعتمدت هذه الدراسة على قاعدة بيانات “البنك البيولوجي في المملكة المتحدة”، التي تشتمل على مواد جينية لنصف مليون متطوع في بريطانيا، مع معطيات حول صحتهم وتجارب حياتهم.
وذكر الموقع أن البنك البيولوجي للعلماء، سمح بالكشف عن روابط دقيقة بين التغييرات الجينية وآلاف الصفات، مثل ارتفاع ضغط الدم والفصام وعادة التدخين وغيرها.
وقام كل من الدكتور إيربينج لونغ، وهو طبيب باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم، والدكتور تشانغ، بفحص قاعدة البيانات للعثور على معلومات حول العلاقة بين التكاثر وطول العمر.
واكتشف العالمان أن التغييرات الجينية المرتبطة بالخصوبة، مثل عدد الأطفال الذي يمتلكه المتطوع، كانت أيضًا مرتبطة بفترة زمنية أقصر للحياة.
وأكدت هذه الورقة البحثية، أن الطفرات التي أثرت على التكاثر تكاد تكون ثلاث مرات أكثر احتمالًا للتأثير على الطول الزمني من الطفرات التي لا تتعلق بالخصوبة، وكانت الطفرات المفيدة للتكاثر أكثر احتمالًا أن تؤثر بشكل سلبي على العمر الطويل.
ووجد الدكتور تشانغ والدكتور لونغ أيضًا، أن المتطوعين الذين يحملون عددًا كبيرًا من الطفرات المعززة للخصوبة، كانت لديهم فرص أقل بقليل للبقاء حتى سن الـ76.
كما وجد الباحثان أن الأشخاص في قاعدة البيانات ممن وُلدوا في عام 1965، كانوا يحملون عددًا أكبر من الطفرات المعززة للتكاثر، مقارنة بالأشخاص الذين وُلدوا في عام 1940.