دراسة تكشف الصلة الرابطة بين 600 من علماء نوبل

دراسة

كشفت دراسة قام بها باحث في علوم الشبكات والاتصالات إلى أن هناك رابطا بين 600 شخصية سبق وحصلت عل جائزة نوبل، كان بينهم رابط العمل أو الانتماء لنفس المؤسسة أو قرابة عائلية.

وجاء في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في موقع “texplore“، أن علوم الشبكات تهتم بدراسة العلاقات المعقدة والاتصالات، التي تقوم بدعم مجموعات بيانات واسعة، سواء كانت مجموعات من الأفراد أو أنظمة أخرى، تتكون من أجزاء تتفاعل مع بعضها البعض.

هذه الدراسة المثيرة للعلاقات، يضيف المصدر، يمكن استخدامها لإنشاء خرائط وتمثيلات لمجموعة من مجالات الحياة، بداية من الظواهر العلمية إلى المجموعات الاجتماعية وحتى وسائل الإعلام الشعبية.

وأشرف على هذه الدراسة، ميلان جانوسوف، وهو باحث في علم الشبكات، والعالم الرئيسي للبيانات في شركة “باوبا”، حيث قام في أحدث ورقة بحثية له، بالبحث في الروابط التي تقوم بدعم الشبكات الاجتماعية اليومية، والروايات، والمسلسلات التلفزيونية، والمجموعات الاجتماعية، لرسم الروابط بين العقول المتميزة التي حصلت على جوائز نوبل على مر السنين.

وقال جانوسوف في تصريح للموقع: “بصفتي عالما في علم الشبكات، أبحث عن هذه الروابط والأنماط الخفية وراء كل ما أواجهه حرفيا”، مضيفا أن هذه الدراسة أتت “بعد مشاهدته لفيلم وثائقي عن حياة أينشتاين، مما جعله يدرك أن عددا من أشهر العلماء، كانوا أصدقاء أو عملوا معا”.

وتابع: “لذا بدأت أتساءل عما إذا كان ذلك مرئيا أيضا في البيانات، وما إذا كان هذا التجمع الوثيق ما زال موجودا في أوقات لاحقة. ببساطة، أردت معرفة مدى اتصال الفائزين بجوائز نوبل”.

وأكد جانوسوف، أن الهدف الرئيسي لدراسته الأخيرة، تمثل في محاولة فهم كيف كان الفائزون بجوائز نوبل في الماضي، متصلين اجتماعيا ببعضهم البعض، وللقيام بذلك، كان عليه أولا جمع البيانات المتعلقة بالفائزين بجوائز نوبل، واتصالاتهم أيضا بآخرين حصلوا أيضا على نفس الجائزة.

وأوضح الباحث أن “المنطق وراء الدراسة كان بسيطا نوعا ما، وبالنسبة لأي شخص ذو خبرة في برمجة بايثون، فإن الجزء التقني سيكون بسيطا أيضا”.

وواصل قائلا: “أولا وقبل كل شيء، كنت بحاجة إلى مصادر البيانات، بينما يمكن أن يكون رسم خريطة الشبكة الاجتماعية للأشخاص الذين يعيشون اليوم أمرا بسيطا، يمكن أن يكون الأمر أكثر تعقيدا، عند ربط العلماء الذين عاشوا قبل قرن، حيث لا يمكننا أن نطلب منهم ملء استبيان. ومع ذلك، نظرا لأنهم أشخاص مشهورون ومعترف بهم على نطاق واسع، فإن معظمهم لديهم صفحات ويكيبيديا، وهذا كل ما يحتاجه عالم البيانات”.

وهكذا بدأ جانوسوف في جمع معلومات حول الفائزين بجوائز نوبل، من صفحات ويكيبيديا الخاصة بهم، حيث تورد هذه الصفحات في كثير من الأحيان أشخاصا آخرين مشهورين، كانوا متصلين اجتماعيا أو مهنيا بهم، بالإضافة إلى الروابط الفائقة التي تؤدي إلى صفحات ويكيبيديا هؤلاء العلماء أو المفكرين. بصفة عامة، قام بتحليل صفحات ويكيبيديا لـ682 فائزا بجوائز نوبل، باستخدام أدوات علم البيانات، وتمكن من تحديد الروابط الاجتماعية بينهم.

وقال جانوسوف: “إذا قررنا مثلا أن نلقي نظرة أقرب على صفحة ويكيبيديا لأينشتاين، وبدأنا في قراءة قصة حياته، سنلاحظ أنه في كل مرة كان لديه علاقة مع شخص آخر مشهور على ويكيبيديا، يتم ذكر هذا الشخص، وترتبط صفحته على الموسوعة”، ولفت إلى أن “هذا المرجع هو بالضبط ما كنت أبحث عنه، وهو وسيلة لتصور العلاقة بين فائزي جائزة نوبل اثنين، استنادا إلى ما إذا كانوا يعرفون بعضهم البعض”.

وأسفرت التحليلات البيانية التي أجراها القائم على الدراسة، عن نتائج مثيرة، تشير إلى أن العديد من الفائزين بجائزة نوبل، كانوا في الواقع متصلين اجتماعيا بطريقة ما، فقام الباحث بإنشاء خريطة بصرية تمثل العلاقات بين الفائزي بهذه الجوائز، والتي تتألف من 682 عقدة و588 وصلة بين هذه العقد.

وأشار جانوسوف إلى أن “أبرز ميزة لافتة للنظر في رسم الشبكة، هي هيكلها القوي المعروف بمصطلح النواة”، وتابع أن “هذا يعني أنه في الوسط، هناك مكون متصل كبير وبشكل واسع يحتوي على أكثر من 30 بالمئة من العقد”، بالإضافة إلى ذلك، تبين أيضا أن “الذين يقعون في وسط الشبكة يمتلكون في المتوسط، ضعف مرات مشاهدات ويكيبيديا، لذلك إنهم متمحورين في عالمهم وأيضا في عيون الجمهور”.

وذكر جانوسوف أنه “على الجسر من اليسار توجد مجموعة العلوم، مثل الفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء، وأبرز الأسماء هنا هي أينشتاين وهايزنبرغ وماري كوري، وفي العصر الحديث، روجر بينروز. على عكس ذلك، على اليمين من الجسر، توجد العلوم الإنسانية، مثل الاقتصاد والأدب وجوائز السلام، مع مراكز ملحوظة، مثل: نيلسون مانديلا وباراك أوباما والاتحاد الأوروبي”.

وزاد: “أعتقد أن هذا المثال، يوضح بشكل جيد ، كيف يمكن استخدام علم البيانات وعلم الشبكات، لرسم خرائط للأنظمة الاجتماعية، التي يصعب تتبعها بالانطباع الأول”.

واستطرد الموقع أن دراسة جانوسوف الحديثة، تبرز الإمكانات الهائلة لعلم الشبكات في فهم مختلف العلاقات، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص، الذين ينتمون إلى مجموعة أو فئة واحدة، على سبيل المثال، تظهر الخريطة البصرية لشبكة الفائزين بجائزة نوبل، أنه بينما توجد روابط وعلاقات بين البعض منهم، نجد العكس لدى البعض الآخر، وبعبارة أخرى، في ظل كون بعض الفائزين بجوائز نوبل متصلين اجتماعيا بشكل وثيق، يبقى البعض غير مرتبط اجتماعيا بفائزين آخرين.

علاوة على ذلك، كشفت شبكة نوبل لجانوسوف أيضا، عن تمييز واضح بين الذين حصلوا على جوائز لأعمال علمية وإنسانية، حيث نادرا ما يبدو أن الفائزين بجوائز في هذه التخصصات المختلفة متصلين اجتماعيا. وأخيرا، أبرزت خريطته البصرية نقص تمثيل النساء في بعض فئات جوائز نوبل، بما في ذلك الفيزياء.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

الملك محمد السادس يلبي نداء “التيكتوكر هشام” ويتكفل بمصاريف علاجه

إسبانيا تنقل قاصرين مغاربة إلى مراكز أخرى بعد إيوائهم في ظروف سيئة

ريم فكري تلتحق بركب “صناع المحتوى” بعد نجاحها في الغناء

“البوز” يضع حبيركو في قفص الاتهام وهي توضح لـ”سفيركم”

دراسة تكشف أن الحياة ظهرت على الأرض منذ أزيد من 4.2 مليار سنة