كشفت دراسة حديثة، أن صحة الرئتين، وقدرتهما على أداء وظائفهما بشكل جيد، ترتبط بمستوى فيتامين “ك” في الجسم، المتواجد في مجموعة من الأطعمة مثل الخضروات الورقية، والزيوت النباتية والحبوب.
وأفادت دراسة حديثة أشرف عليها مجموعة من الباحثين، في جامعة “كوبنهاغن” بالدنمارك، أن الأشخاص الذين يعانون من الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، تكون عادة لديهم مستويات منخفضة من فيتامين “ك”، ما يجعل الرئة لا تقوم بوظائفها على نحو جيد.
وقالت سميرة المدغري، أخصائية في التغذية الدقيقة والعلاج الطبيعي والبرمجة اللغوية والعصبية، في تصريح لموقع “سفيركم”، إن فيتامين “ك” هو من بين الفيتامينات الذائبة في الدهون، وله دور كبير في تخثر الدم، ومجموعة من العمليات البيولوجية والفيزيولوجية، التي يدخل فيها تجانس مع عدد من الفيتامينات والمعادن، التي تدخل في صحة العظام، والجلد وجميع أنسجة الجسم”.
وأبرزت الأخصائية، أن احتياجات الجسم من هذا الفيتامين، “قليلة” وتتراوح بين 50 و 100 ميكروغرام .
وواصلت الأخصائية قائلة: “نحن لا نتكلم عن فيتامين ‘ك’ كمكمل غذائي، بل يجب أخذه وفق وصفة طبية، لأن كميته إن زادت داخل الجسم، ستشكل خطرا كبيرا على صحة القلب والشرايين، وخاصة الرئتين، ويجب أن يكون تواجده في الجسم، بشكل قليل ودائم”.
وتابعت: “ويتواجد هذا الفيتامين في الزيوت النباتية، والفواكه مثل العنب، والخضر مثل السبانخ، والقنبيط، واللفت، والخس، واللحوم خاصة الكبد، والبيض، والقطاني مثل الحمص”.
وأكدت دراسة حديثة، نشرت نتائجها في مجلة “ERJ Open Research“، أن الأشخاص الذين تتوفر أجسامهم على مستويات عالية من فيتامين “ك”، هم الأقل عرضة للإصابة بإحدى أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، وانسداد الرئتين المزمن، كما أن الفحوصات الطبية للرئتين تكون أفضل لديهم.
وشملت هذه الدراسة، التي قام بها عدد من الباحثين من الدانمارك، أزيد من 4000 مشارك من ساكنة كوبنهاغن، الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و77 سنة.
وتضمنت الدراسة، اختبارا لوظائف الرئة، خضع له المشاركون، حيث تم قياس كمية الهواء، التي يستطيعون تنفسها خلال ثانية واحدة، وكذا حجم الهواء الكلي، الذي يمكن تنفسه بشكل قسري، كما تم إخضاعهم لاختبارات الدم، التي شملت بدورها علامة على مستوى فيتامين “ك” في الجسم.
وخلصت الدراسة إلى أن المشاركين، الذين سجلت لديهم معدلات منخفضة لفيتامين “ك” في جسمهم، كان معدل قياس تنفسهم والحجم الكلي للهواء المتنفس في نفس قسري، أقل من المعدل المتوسط.
وفي هذا الصدد، قالت الأخصائية سميرة المدغري: “مؤخرا بدأت تظهر مجموعة من الدراسات التي تبحث في أهمية فيتامين ‘ك’ لصحة الرئتين، وكان آخرها هذه الدراسة، ونحن في أمس الحاجة لمثل هذه الدراسات، التي يمكن أن تضاف في البروتوكول العلاجي الخاص بأمراض الجهاز التنفسي، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، الذي تكثر فيه الفيروسات، التي تتربص بالجهاز التنفسي، لا سيما في صفوف الأطفال”.
وشددت ذات المتحدثة، على أنه يفضل عدم استعمال خلاصات هذه الأبحاث ضد غرضها، مع وجوب التعامل بحذر مع فيتامين “ك”، وتجنب أخذه دون وصفة طبية، فهو يساعد على تخثر الدم، لكن في حالة تناول كميات كبيرة منه، يمكن أن يؤدي إلى النزيف، وهذا ما يفسر منع الأطباء مرضى القلب والشرايين، من تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين “ك”، بالموازاة مع تناول أدوية سيولة الدم.
تعليقات( 0 )