كشفت دراسة سويدية حديثة، أن الناس أصبحوا يميلون إلى المحتوى الذي يحفز ذكرياتهم، خاصة في هذا العصر الذي أصبح يعتمد بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتدعم هذه الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة “غوتنبرغ” وجامعة “ويست” السويديتين، طرح الدراسات السابقة المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي، والتي تؤكد أن الشبكات الاجتماعية لم تحدث تحولا في طريقة التواصل فقط، بل أثرت أيضا في نشوب شعور عميق بالحنين والرغبة في الحفاظ على ذكرياتنا.
وعمد الباحثون المشرفون على هذه الدراسة، التي نشرت نتائجها في موقع “Study Finds”، المتخصص في نشر الدراسات الحديثة، إلى متابعة 11 مستخدما نشيطا على وسائل التواصل الاجتماعي على مدى عقد كامل، مما قدم منظورًا فريدًا حول كيفية استخدام هذه المنصات لتوثيق ومشاركة تجارب الحياة.
ومن خلال هذا البحث، ظهرت رؤى قيمة حول الدور الحاسم للتكنولوجيا في تشكيل ذكرياتنا وكيفية استعادة اللحظات المهمة.
وفي تصريح أوردته الباحثة بياتا يونجسيليوس، كبيرة محاضري علم المعلومات في جامعة ويست، في بيان صحفي صادر عن الجامعة، توصل به موقع “ستادي فايندز”، قالت: “تساعدنا هذه الدراسات في النظر إلى الوراء وفهم الثقافة كما كانت في العقدين 2010 و2020، عندما كانت وسائل التواصل الاجتماعي جزء أساسيا منها”.
وكشفت الدراسة عن ظاهرة تُعرف باسم “حنين وسائل التواصل الاجتماعي”، حيث يبحث المستخدمون عن محتوى أو نشاط يثير مشاعر الحنين لديهم.
وفي هذا الصدد، توضح البروفيسورة ألكسندرا ويلينمان، أستاذة تصميم التفاعل في جامعة “جوتنبرج”، أن المشاركين في الدراسة يشيرون إلى هذا السلوك باسم “تدليل أنفسهم” برحلة حنينية من وقت لآخر.
وقالت ويلينمان في تصريح للموقع المذكور، أن “الرجوع إلى تذكر ما حدث في الحياة يصبح جزء أكبر منها مع مرور الوقت من نشر محتوى جديد”.
وعلاوة على ذلك، لاحظ الباحثون أن هذه المنصات تطورت إلى أدوات، تشبه اليوميات تتيح للمستخدمين إعادة عيش وإحياء ذكرياتهم الغالية.
وفي نفس السياق، تقدم منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الميزات المتقدمة، التي تمكّن المستخدمين من التفاعل مع المحتوى القديم.
وتمنح مجموعة من الخاصيات في منصات مختلفة، تجارب حنينية، من قبيل الألبومات الشخصية للصور مع الموسيقى أو تذكير بالصور المنشورة في نفس التاريخ في السنوات السابقة، وتضيف نفس الدراسة أنه غالبا ما تساعد هذه الميزات المستخدمين في إعادة الاتصال بأصدقائهم القدامى عبر ميزة الذكريات المشتركة.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الاستراتيجية التي اتبعتها منصات التواصل الاجتماعي قد تكون مقصودة، حيث تشجع المستخدمين على البقاء نشطين على هذه المنصات، خاصة مع تراجع إنشاء محتوى جديد.
ومع ذلك، تكشف الدراسة السويدية أن المحتوى ليس وحده فقط الذي يثير مشاعر الحنين؛ بل تلعب الذكريات المتعلقة بالاستخدام الفعلي لوسائل التواصل الاجتماعي دورا هاما. على سبيل المثال، يتذكر أحد المتحدثين بحنان تجربة التواصل الكثيف في منتديات الإنترنت، التي كثيرا ما أدت إلى لقاءات وتفاعلات حقيقية.