يعتبر اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يصادف 3 دجنبر من كل سنة، مناسبة مهمة لزيادة الوعي بقضايا الأشخاص في وضعية إعاقة، والتأكيد على أهمية النهوض بأوضاعهم والعمل على تحقيق اندماجهم داخل المجتمع.
وفي هذا الحوار الخاص لموقع “سفيركم”، مع عثمان السيوطي، النائب الثاني لرئيس الرابطة المغربية للمكفوفين وضعاف البصر، وعضو في المجلس الوطني للرابطة، وعضو أيضا في لجنة الإعلام والتواصل بالرابطة، يقربنا فيه من وضعية المكفوفين في المغرب، وارتباطهم بالتكنولوجيا، وكذا المطالب التي يرغبون في تحقيقها.
كيف تقيمون وضعية المكفوفين وضعاف البصر في المغرب، خاصة وأن الملك يولي عناية خاصة لهذه الفئة؟
“أود أن أشكرا جزيلا وأقدر عاليا المجهودات السامية التي يقوم بها الملك محمد السادس، من أجل الأشخاص في وضعية إعاقة، ولا سيما فئة المكفوفين وضعاف البصر، وتتجسد هذه المجهودات في كون المغرب دائم الانخراط في الاتفاقيات الدولية، وهذا ليس غريبا عن المؤسسة كفئة للمكفوفين وضعاف البصر، حين قال ‘عينكم التي تبصرون بها وسفينتكم التي تبحرون بها'”.
“فاهتمام المؤسسة الملكية بهذه الفئة اهتمام كبير لا يضاهيه أي اهتمام آخر، لكن الإشكال الذي نعاني منه كفئة المكفوفين وضعاف البصر هو تنزيل هذه الاتفاقيات الدولية، والرؤى الاستراتيجية المولوية للملك محمد السادس، وفي ظل إشكالية التنزيل، نجد تراجعا مقلقا على مستوى المكتسبات والأوضاع التي يعيشها الكفيف وضعيف البصر في سنة 2023، خاصة وأننا نلاحظ أن الهوة عميقة جدا بين الاتفاقيات الدولية والواقع المعاش”.
“لأنه لو قامت الحكومة بتنزيل الاتفاقيات الدولية التي يحرص الملك على توقيعها والحث على تنزيلها، كنا سنجد واقعا آخر يعيشه الكفيف وضعيف البصر، ومن هذا المنبر ندعو الحكومة بجميع عناصرها إلى تنزيل المخططات السامية وتفعيل الاستراتيجيات الدولية”.
هل تعتقدون أن التكنولوجيا سبيل المكفوفين وضعاف البصر إلى الوصول للمعرفة؟
“طبعا نعم، فالتكنولوجيا اليوم هي سبيل الكفيف للولوج إلى المعرفة وبلوغ العلم، الحمد لله هذا أمر نراه في الواقع، لأن الكفيف وضعيف البصر أصبح وثيق الصلة بالتكنولوجيا والآليات المختلفة التي تسهل عليه حياته”.
“وهنا أريد الإشارة إلى نقطة يعاني منها المكفوفين، حيث في الكثير من الأحيان يتعذر عليهم اقتناء هذه الآليات، بالإضافة إلى أن بعض المواقع، والتطبيقات والبرامج، للأسف، لا توائم قارئة الشاشة، لكن على الرغم من كل هذه الصعوبات إلا أن علاقة التكنولوجيا والكفيف والمعرفة هي علاقة ترابط وسلاسة، وهذا لا يمنع أن نشتغل نحو الأفضل”.
بما أن موقعنا يوفر خدمة قراءة المقالات بصيغة صوتية، ما هو رأيكم في هذا التوجه الجديد الذي سيخدم فئة المكفوفين وضعاف البصر؟
“من الضروري أن أشكركم على توفيركم خاصية قراءة المقالات الصوتية، هذه المبادرة الطيبة التي تعكس احترامكم الثابت لهذه الفئة، واهتمامكم بها، فهذه الرؤية تترجم احتراما نفتقده كمكفوفين وضعاف البصر في العديد من المؤسسات والإدارات المختلفة، ولا يسعني إلا أن نشكر موقع سفيركم على هذه الالتفاتة وعلى الأخذ بعين الاعتبار هذه الشريحة من المواطنين، التي تتميز بكونها نشيطة وتحمل قدرات لا يعلمها إلا الله”.
مع اقتراب اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، ما هي المطالب التي تريدون تسليط الضوء عليها؟
“بالمناسبة، أريد توجيه دعوة عامة لجميع المكفوفين وضعاف البصر، إلى المشاركة في وقفة ستنظمها الرابطة للأشخاص في وضعية إعاقة، يوم الثالت دجنبر 2023 على الساعة 11:00صباحا، أمام مقر البرلمان، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة”.
“وبخصوص مطالبنا، فأولها هو التسريع بإصدار الوصل النهائي الخاص بالرابطة، مع العلم أن الملف الذي وضعناه لدى السلطات يستوفي جميع الشروط القانونية، وبالتالي نحن لا نعلم سبب هذا التأخير والتماطل في إصدار هذا الوصل”.
“المطلب الثاني يتمثل في تسريع إصدار بطاقة الشخص المعاق التي هرمنا من أجلها، فالأمر استغرق وقتا كبيرا جدا، مع الحث على توفر هذه البطاقة على جميع الامتيازات والخدمات المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية وفي القوانين الوطنية”.
أما المطلب الآخر، فيتعلق بتفعيل نسبة 7 في المائة من إجمالي المناصب في قانون المالية كل سنة، وتجميع هذه المناصب في مباراة موحدة للأشخاص في وضعية إعاقة مع مراعاة الوضعية الخاصة للمكفوفين وضعاف البصر”.
“نطالب أيضا بإصدار النصوص التنظيمية للقانون الإطار 97.13، وإزالة الدولة لشرط السن بالنسبة للطلبة في وضعية إعاقة من الراغبين في الاستفادة من المنحة، ناهيك عن تحسين وضعية التلاميذ في وضعية إعاقة اعتبارا للاحتياجات الخاصة التي تحتاجها هذه الفئة وسط المؤسسة التعليمية”.
“ونطالب أيضا بتبسيط المساطر للراغبين في الاستفادة من المشاريع المدرة للدخل مع الإلغاء الضريبي، وبسن معيار الإعاقة كمعيار لتخفيض المؤشر من أجل الاستفادة من الرعاية الاجتماعية، وهو المشروع السامي الذي أطلقه الملك، ونطالب من جميع المؤسسات والوزارات والحكومة ككل، أن تنهج مبدأ التمييز الإيجابي بين الموظفين في وضعية إعاقة مع زملائهم الأسوياء في مراكز العمل”.
“وأتمنى أن نتوفق في هذه الوقفة، وتكون بداية مسلسل نضالي من أجل تحقيق مطالبنا تحت شعار ‘تحدي المصاعب لنيل المطالب'”
“وفي الأخير، أود أن أشكر منبر سفيركم على هذه الالتفاتة الطيبة، للأشخاص في وضعية إعاقة، وتحديدا فئة المكفوفين وضعاف البصر، ورابطتنا تتمنى لكم مسيرة موقفة ومباركة إن شاء الله”.