بصم القفطان المغربي على حضور مميز في الأسبوع الإفريقي المنعقد بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتكوين والثقافة “اليونسكو”، من خلال عرض تشكيلة متنوعة من القفطان المغربي بلمساته التقليدية الفخمة، التي تعكس عمق وغنى الثقافة المغربية، والتي حظيت بإشادة الحاضرين من ديبلوماسيين ومصممين عالميين وشخصيات دولية وصحفيين.
وفي حوار أجراه موقع “سفيركم” مع سفير المغرب لدى اليونسكو، سعيد الدهر، على هامش تقديم عرض أزياء القفطان المغربي، أكد الأخير على الأصداء الإيجابية والمفرحة التي خلفها القفطان المغربي في الأسبوع الإفريقي لليونيسكو، وسياسة المغرب الرامية إلى الحفاظ على رموزه الثقافية وإرث أجداده العريق من محاولات السرقة المتكررة، مذكرا بقيم اليونيسكو ومفتخرا في ذات الوقت بإشادة السفير الرواندي بهذا الحدث الذي يقرب العالم من ثقافة المملكة المغربية، وقد جاء الحوار على الشكل التالي:
السيد السفير، بصفتكم تمثلون المغرب في أهم تظاهرة إفريقية تنظمها اليونسكو، نود منكم إطلاعنا على تفاصيل سيرها؟
– أنا سعيد للغاية لأن هذا الأسبوع الإفريقي، نسخة استثنائية، وفقا للأصداء التي تلقيناها، نحن في اليونسكو بالفعل، وهذا هو الحدث الأكثر أهمية لهذا العام، وهو حدث ينظم كل عام.
ما هو انطباعكم بشأن تولي المغرب رئاسة اللجنة المنظمة؟
– تولى المغرب هذا العام رئاسة اللجنة المنظمة، بعد اختياره من قبل الدول الأعضاء في المجموعة الأفريقية، البالغ عددها 54 دولة، وهو أمر يشرفنا كثيرا. تحدث الآن الكثير من الأشياء، التي تركز على البعد الثقافي، فاخترنا التعليم بشكل أكثر تحديدا هذا العام امتدادا لما قرره الاتحاد الإفريقي، التعليم والابتكار للنهوض بإفريقيا.
ما مدى أهمية هذا الملتقى الدولي بالنسبة للمغرب؟
– هذا الملتقى الدولي بالنسبة للمغرب، مهم لأنني أعلم أنه موضوع يهمنا كثيرًا نحن كمغاربة ومغربيات، واليوم أيضا فرصة لتعزيز ثراء التراث المغربي من جهة، وتوجيه عدد من الرسائل، على وجه الخصوص إلى مواطنينا، مع العلم أن هناك قلق بشأن “سرقة التراث”، هناك محاولات، لكن في المقابل هناك الكثير من الحماية القانونية، فنحن موحودون في اليونسكو.
ما هو تعليقكم على الادعاءات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي بخصوص سرقة التراث المغربي؟
– يجب ألا نبقى عالقين في ما يكتب على شبكات التواصل الاجتماعي، هناك الكثير من الأشياء لأن هناك شغف، هناك أيضا لسوء الحظ مناخ من التوتر، مع الجيران، يخلق عددا لا بأس به من ردود الفعل العنيفة، خاصة من جانبهم. أنا أطلب من المغاربة أن يظلوا هادئين، وأن يبقوا رزينين، بما يتفق مع روحنا وثقافتنا وفلسفتنا في الحياة، نحن أناس نتحلى بالحكمة، شغوفون، ومتوازنون، نحن نحاول تعزيز السلام والوئام بين الشعوب، وهذا ما نسعى إليه بشكل واضح من خلال نهجنا، نحن ندافع عن تراثنا وسندافع عنه حتى النهاية بالطبع، لكن يجب ألا نستسلم للعاطفة، حيث يجب التفكير بالعقل، لا تسمح لنفسك بأن يتم استغلالك لأن هناك مخاوف يتم التعبير عنها، أنا أفهمهم تماما، قبل أن أصبح سفيراً، أنا أولاً وقبل كل شيء مغربي، وبالطبع متعلق جداً بتراثنا وإرثنا، إن المغرب له خصوصية، فهو بلد عمره ألف عام ويتمتع برؤية حقيقية، بفضل جلالة الملك الذي نحن جزء من نهجه ورؤيته.
ما هو دوركم كسفير وممثل دائم للمغرب داخل منظمة اليونيسكو؟
– نحن هنا للدفاع عن مصالح المغرب، لكننا هنا أيضا للنهوض بالمغرب وتعزيز قيم اليونسكو، التي ترتكز على بناء السلام في عقول البشر، من خلال الثقافة، ومن خلال التعليم، ومن خلال العلم والاتصالات والمعلومات، ففي بعض الأحيان ينسى البعض الهدف من وجودنا هنا، لأن الثقافة موجودة لجمع الناس معا وليس للتفرقة، وهذا مهم للغاية. وعلى أية حال، فإن النهج المغربي هو النهج الصحيح، لأنه يمنحنا الشرعية ، ويمنحنا المصداقية، ويثير الاحترام بين جميع الزملاء الموجودين هناك، الذين يمثلون جميع بلدان العالم.
هذا وخلص سفير المغرب لدى اليونيسكو إلى الإشارة إلى أن عرض القفطان المغربي “نسخة ناجحة.. بتنظيم استثنائي، لم يسبق لنا أن شهدنا مثل هذه الطبعة الرائعة والمتنوعة، والتي تثير الكثير من الحماس لدى جميع المجتمعات الموجودة هنا، لذلك أنا سعيد جدًا، لأن يكون المغرب هو من يصنع هذا الزخم وهذه البهجة والسعادة للأفارقة”.
تعليقات( 0 )