فوزي النجاح.. قصة مغربي اخترع سيارة تعمل بالهيدروجين

قصة فوزي النجاح، هي واحدة من بين آلاف القصص، التي كان أبطالها، شباب من مغاربة العالم، والذين خطوا فصلا جديدا من تاريخ هذا الوطن، فكان لهم ثقل في سجلات الإنسانية، برجاحة عقلهم، وبلاغة حكمتهم، وصدق نواياهم، لم يخيم عليهم الجشع، ولم يفضلوا بلدا آخر عن مغربهم، بل كان كل نبض وكل نفس، يهمس بكلمة واحدة فقط “المغرب المغرب”.

وفوزي النجاح، الذي كان له نصيب النجاح من اسمه، هو رجل أعمال مغربي، عمره 30 سنة، ولد في “فال داوز”، وهي منطقة تقع في ضواحي شمال باريس، وهو ابن عائلة مغربية، تنحدر من مدينة الراشيدية بالجنوب الشرقي للمملكة، التي هاجرت إلى فرنسا، قبل أزيد من 34 سنة.

كان فوزي، الذي حظي في ماي الماضي، باستقبال ملكي، مهتما منذ صغره، بعالم الابتكار وصناعة السيارات، وما زاد من تعلقه وحبه للمجال، الخبرة الكبيرة التي راكمها والده، الذي كان يشتغل كعامل، في مصنع “رونو”، المتخصص في صناعة السيارات، ما ساعده على اكتساب مجموعة من المعارف، المتعلقة بكيفية صناعة السيارات وتطوير مهاراته فيها.

وفوزي النجاح، هو رجل أعمال منذ 8 سنوات، حيث اشتغل مع مجموعة من الشركات الناشئة، في العاصمة الفرنسية باريس، كما عمل مع شركة “فولكس فاغن”، المتخصصة في تصنيع السّيارات الألمانية.

ويكمن نجاحه، في ابتكاره سيارة “NamX”، الحاصلة على براءة الاختراع، والتي تعد السيارة الأولى في العالم، التي تعمل بالهيدروجين الأخضر، وذلك حسب نظام خزان وقود قابل للإزالة، يتيح لها القدرة على سير مسافة 800 كيلومتر، فيما تبلغ مدة شحنها 3 دقائق فقط.

وفي حديث سابق له، مع وكالة المغرب العربي للأنباء، قال فوزي النجاح، إن “نامكس” هي مشروع صناعي وتكنولوجي، يضفي المزيد من الحداثة، على التنقل المستقبلي المحافظ على البيئة، ويهدف إلى مواجهة أحد أكبر التحديات في عصرنا، والمتمثل في الاحتباس الحراري، دون التضحية بحركية الإنسان والتطور التي ينتج عنها.

وتابع فوزي النجاح قائلا: “التلوث لم يعد خيارا، كوكبنا مريض، لقد حان وقت التغيير”.

ولا يقتصر تميز سيارة “NamX”، على فكرة اشتغالها بالهيدروجين فقط، بل هي مستوحاة من حس الأناقة الإيطالي، خاصة وأنها تجمع عددا من الشركاء الأجانب، لاسيما من جانب التصميم، الذي تكلف به المصمم الإيطالي الشهير “بينينفارينا”.

وفي هذا الإطار، كتبت يومية “Ilsole24ore” الإيطالية، أن اختراع فوزي النجاح، الذي تعاون فيه مع “توماس دي لوساك”، يعتبر “استجابة مبتكرة للتحديات التي تواجهها السيارات الكهربائية والهجينة، والمتمثلة في الاستقلالية المحدودة، ومدة إعادة الشحن، والانبعاثات المرتبطة بدورة الإنتاج، وإمدادات الطاقة والبطاريات”.

وواصلت اليومية الإيطالية، أن “رجل الأعمال المغربي، المتحمس والشغوف بعالم السيارات، قد مهد الطريق لنماذج توزيع جديدة وأكثر مرونة للهيدروجين، وقود المستقبل”.

وأكد النجاح إلى أنه يسعى، في متم سنة 2026، إلى طرح سيارة “NamX” في الأسواق المغربية، وذلك في تصريح صحفي، عقب الاستقبال الملكي، الذي حظي به في ماي الماضي.

وبهذا، يبقى فوزي النجاح، واحدا من أبناء الوطن البررة، الذين على الرغم من سجل نجاحهم الحافل، لا يولون الظهر لبلدهم، بل في كل فرصة، يعتزون بجذورهم وانتمائهم لهذه المملكة.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يناقش تعديلات قانونية تجرم الهجرة غير النظامية

معبر سبتة المحتلة يثير انزعاج المغاربة والإسبان

الجالية المغربية بفرنسا تُعرب عن مساندتها للمشاركين المغاربة في الأولمبياد

الرباط.. الوكالة الأممية تعقد اجتماعا حول تحسين طرق الهجرة بين إفريقيا وأوروبا

وقفة احتجاجية لمغاربة العالم أمام مجلس الجالية للتنديد بالتهميش والتمييز