فوضيل..فنان جزائري أحب ملك المغرب رغم الانتقادات

فوضيل.. مسيرة فنان جزائري جر عليه حب ملك المغرب وابلا من المشاكل

يقال أن الموسيقى والأغاني لغات تتجرد من الكلمات لتخاطب الأرواح مباشرة، تسري في العروق وتوخز المشاعر، لكن ماذا إن كانت هذه الموسيقى ممزوجة بصوت رخيم لرجل تخبطته أمواج الدهر ورسمت مساره كثافة الأحداث وتعدد المحطات، تغنى بمواضيع توحدت على مسامع الإنسانية كالحب، والطفولة، والوطن، والتاريخ وغيرها.

تتزاحم في ذهن فوضيل مجموعة من الطموحات والأحلام التي نحتت شخصية هذا الفنان الذي يحبه سكان شمال إفريقيا، منها ما حكى عنه في كتابه “مسيرة ابن المدينة”، ومنها من فضل الاحتفاظ بها لنفسه، لكن ما لا يخفيه هو حبه للملك محمد السادس، رغم أنه جر عليه وابلا من المشاكل والانتقادات.

وكانت والدته تتمنى قبل ثلاثة أشهر من وضع حملها، أن يحمل طفلها لون وبريق عيني المغنية والممثلة الفرنسية ماري لافوري، فتحققت أمنيتها، وجاء فوضيل إلى هذه الدنيا بعينين كلون السماء، يحملان بريقا يعكس ما تكتنزه روحه من أحلام وطموحات.

وينحدر فوضيل من عائلة جزائرية متواضعة، من منطقة القبائل، كانت قد هاجرت إلى فرنسا، واستقرت في شمال باريس، مدينة الجن والملائكة التي رأى فيها النور فوضيل، وهو يحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية.

وكان فوضيل قد تعرف على موسيقى الراي من قبل جدته المداحة، التي كانت تقدم عروضها في كل من وهران وتلمسان خلال المناسبات، وكانت تعلمه إيقاعات الراي في العطلة الصيفية التي كان يقضيها في الجزائر.

وفي أكثر من مناسبة، أكد فوضيل على أن لشقيقه الأكبر كريم، دور مهم في توجهه لفن الراي، وهو الذي أسس فرقة “نجوم الراي”، التي التحق بها فوضيل وهو في سن الخامسة عشرة، ليقود فيما بعد الفرقة نتيجة استدعاء أخيه لتأدية الخدمة العسكرية، ويشارك معها في عدد من المهرجانات الموسيقية في فرنسا.

وكانت سنة 1996 سنة حاسمة، بدأ فيها فوضيل خطواته الأولى نحو الشهرة، حيث وقع عقدا مع شركة “ميركوري”، يقضي بإصدار خمس ألبومات قابلة للتجديد، فأطلق معها في سنة 1997، ألبومه الأول “بيضاء” في سن مبكرة (19 عاما).

كما استطاعت أغنية “Tellement je t’aime” و”Dis-moi”، أن تحققا نجاحا وانتشارا كبيرين على القنوات والإذاعات الفرنسية، وتعد أغنية “نبغيك” الأغنية التي فتحت أمامه الباب على مصراعيه نحو الشهرة العالمية.

ولا يخفي فوضيل حبه الكبير للفنان الشاب خالد، الذي كان يحاول في أكثر من مناسبة تقليده والتعلم منه، خاصة وأنه كان يعتبره قدوته، كما اشتغل في عدد من الفعاليات الفنية إلى جانب الشاب مامي.

ومنحه ألبومه الثاني “Soleil”، الذي اكتسح العالم بأنغام “عبد القادر بوعلام”، لقب “أمير الراي الصغير”، وواصل فوضيل تقديم أغاني ثبتت حضوره في ساحة الراي، من قبيل “السمراء” و”يدا في يد” في سنة (2001)، و”شمس أخرى” و”أريد أن أعيش” في سنة 2003، بالإضافة إلى “لا أملك إلا قلبي” سنة 2004، ثم “مونديال كوريدا” و”بلدي” 2006.

وفي سنة 2007، أطلق ألبوم “L’essentiel Faudel” بمناسبة مرور عشر سنوات على بداية مسيرته الفنية الاحترافية، ويضم هذا الألبوم أكثر أغانيه نجاحا، وفي سنة 2017 أصدر أغنية “راني” مع المغني الفلسطيني محمد عساف، ثم تعاون في سنة 2018 مع الفنات المغربي العالمي ريدوان، في أغنية “All Day All Night”، وفي سنة 2019 أصدر أغنية “Mon Dieu”، أما أغنية “Histoire Chaba” وأغنية “Smile” فقد أصدرهما في سنة 2020.

ولم يقتصر فوضيل على الغناء فقط، بل خاض أيضا تجربة التمثيل، فشارك في عدد من الأعمال، من قبيل “يسوع” 1999، و”خفقان أجنحة الفراشة” 2000، ومسلسل “سامي، قطعة شطرنج” 2001، و”لا توجد قصص! 12 نظرة حول العنصرية في الحياة اليومية”، كما شارك في سنة 2004، في فيلم “باب الويب”.

وعن حبه للملك محمد السادس، قال فوضيل في حواره مع موقع “سفيركم” من الديار البلجيكية، “حبي للملك محمد السادس جر علي الكثير من المشاكل والانتقادات”، وأضاف موضحا ” شخصية ملك المغرب رائعة، يحب الفنانين ويساعدهم ولديه حس فني، أتمنى من الله أن يحفظه لنا ويطيل في عمره”.

من بلجيكا.. فوضيل :”حبي للملك محمد السادس سبب لي مشاكل كثيرة”

وكان الملك محمد السادس قد أصدر في سنة 2012، مرسوما ملكيا، منح بموجبه للمغني الفرنسي الجزائري فوضيل الجنسية المغربية، تقديرا منه للحب الكبير الذي يكنه هذا المطرب للمغرب.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

سعد موفق: “ماعنديش مشكل نصور فيديو كليب والتمثيل ديال كولشي”

المهيب.. جولة فنية جديدة تجمع الكوميدي يسار المغاري بمغاربة العالم

الصديق مكوار: لا يمكننا أن نصادر إنسانا لديه موهبة

عبد الغني الصناك: شركات الإنتاج تغيب فنانين وتنادي أصحاب الإنستغرام

كذّب ما يروج.. سعد المجرد: “أنا لم أمثل في فيلم6/9”