مسؤول لـ”سفيركم”: لمهرجان أكادير بصمة خاصة في خلق روابط بين مغاربة العالم

اختتمت فعاليات النسخة التاسعة عشرة من المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير، يوم أمس الأحد، بعد أسبوع من انطلاقه، وتطرح مجموعة من الأسئلة حول مدى حضور تيمة الهجرة في أنشطة المهرجان، ونسبة اهتمامه بمغاربة العالم، إلى جانب المعايير التي يعتمد عليها في انتقاء الأفلام المشاركة والمرشحة للجوائز.

وفي هذا الحوار الخاص لموقع “سفيركم”، يجيبنا محمد إركي، وهو الكاتب العام لجمعية المبادرة الثقافية المنظمة للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير، عن كل هذه التساؤلات.

ماهي الإنجازات التي حققها المهرجان منذ دورته الأولى؟

“فيما يخص الإنجازات التي حققها المهرجان، فقد أثار الانتباه للهجرة كظاهرة إنسانية اجتماعية عالمية، وعلى مدى 19 دورة أي منذ أول انطلاقة المهرجان، كانت هوية المهرجان هي تيمة الهجرة، وبالتالي أُتِيحت إمكانية تنظيم لقاءات خلال الدورات السابقة، بين الأكاديميين الباحثين في مجال الهجرة أو بين السيناريست والمخرجين، الأمر الذي أسفر عن نتائج جد سارة تمثلت في إنتاج أفلام سينمائية على المستوى الوطني، تلامس ظاهرة الهجرة”.

ومن بين هذه الأفلام التي تتطرق لظاهرة الهجرة، نجد أفلام المخرج محمد إسماعيل مثل “هنا ولهيه”، والمخرج حسن بنجلون، الذي استأثرت بعض أعماله بتيمة الهجرة، وطيلة هذه المدة تمكنت إدارة المهرجان من خلق اتصالات عديدة بمجموعة من دور الإنتاج على المستوى الدولي، التي أصبحت توفر لنا هذه الأفلام الموضوعاتية بهذا الخصوص، ونحن مستمرون في نفس التجربة، فمثلا هناك ندوات حول اللاجئين والمنفيين، ومحاضرات حول الموضوع، ما يخلق نوعا من التلاقي بين الباحثين الأكاديميين ومهنيي الفن السابع”.

ما الذي يميز هذه النسخة عن نسخ المهرجان السابقة؟

“تتميز هذه النسخة بغنى البرمجة وبتعدد الأماكن التي تحتضن الأنشطة، حيث يتم عرض أفلام المسابقة الرسمية، خاصة الأفلام الطويلة بقاعة سينما ‘الصحراء’ بحي تالورشت، وهي قاعة تاريخية في المدينة، وكان قد تم إهمالها لعشرات السنين ومؤخرا تم ترميمها ومنحها حياة جديدة، وهذه هي الدورة الأولى التي تعرض فيها الأفلام بهذه القاعة”.

“هناك مستجد آخر هو أن الفضاءات متنوعة، كقاعات العروض بمديريات الشباب، وغرفة التجارة والصناعة بأكادير، بالإضافة إلى محاضرات تلقى بكلية اللغات والفنون والآداب بآيت ملول، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، وفضاء ‘ويناغ’ وهو مركز الوسائط الجديدة للإعلام وفنون العرض، هذا تعامل آخر مع جمعيات المجتمع المدني المتواجدة بالمدينة لإعطاء فرصة لشرائح مختلفة من المتتبعين كل حسب اهتمامه وتواجده الجغرافي لتتبع فقرات وبرمجة هذه الدورة”.

وما يبصم نسخة هذه السنة هو استضافة ‘بلجيكا’، حيث يتم الاحتفال بالسينما البلجيكية، وكما يعرف الجميع أن هذه الدولة هي بلد استقبال أجيال مختلفة من المهاجرين، وخصوصا الجيل الجديد، هناك سينمائيون ذو أصول مغربية تألقوا على المستوى الأوروبي والعالمي، وهنا نذكر نبيل بن يدر، وعادل فلاح، وغيرهم من المهاجرين المغاربة الذين وفرت لهم بلجيكا إمكانيات لاحتراف السينما وتقنياتها، والجميل في الأمر أن هؤلاء المخرجين نالوا إشادة واسعة واعترافا دوليا بكفاءتهم وبمهنيتهم، وهذه مناسبة للاحتفاء بهم”.

ماذا قدم المهرجان للمهاجر؟

“إذا كان للمهرجان دور وارتباط بهذه التيمة، فأبناء المهاجرين المغاربة كانوا ضيوفا لهذه التظاهرة منذ دوراته الأولى، وأعطيت الفرصة لمغاربة العالم خاصة بالدول الأوروبية، بأن تجمعهم لقاءات بمنتجين وطنيين ومهنيين في الفن السابع والقنوات التلفزية الوطنية، فمثلا شارك المخرج نور الدين الخماري، في دورة سابقة من المهرجان بفيلم قصير باعتباره مخرجا نرويجيا، وكانت مناسبة حضوره أنه قام بلقاءات مع دور الإنتاج ومنتجين وقنوات تلفزية، وأصبح نور الدين الخماري من المنتجين المتألقين على المستوى الوطني، وهذه مساهمة من المهرجان في إرجاع ابن البلد إلى مسقط رأسه وتألقه وترك بصمته على السينما المغربية، بمجموعة من الأفلام التي تمكن من عرضها في جوائز عالمية مثل جائزة الأوسكار، كممثل للسينما المغربية.

“هناك أيضا عدة ممثلين كانوا في بلدان أخرى وعادوا إلى المغرب فسطع نجمهم فيه، من قبي: حميدو بن مسعود، وابنته سعاد التي شاركت في مجموعة من السلسلات على القناة الثانية، ونعتبر أن  خلق هذه الروابط بين أبناء الهجرة المغاربة ووطنهم الأم، بصمة خاصة لهذا المهرجان الموضوعاتي”.

كيف يجري انتقاء الأفلام المشاركة والمرشحة؟

“فيما يتعلق بانتقاء الأفلام، فيعتمد على شروط تقنية يصدرها المركز السينمائي المغربي، من بينها أن يكون العمل السينمائي إنتاجا حديث العهد، فمثلا برمجة هذه السنة، تشمل 90 في المئة من الأعمال التي تشارك في المسابقات تم إنتاجها سنة 2023، يعني أنها تعرض لأول مرة بالمغرب، أو على مستوى القارة الإفريقية

بالإضافة إلى شرط أن يكون الفيلم يلامس ظاهرة الهجرة أو يكون المخرج أو الممثلين من المهاجرين، باعتبار المهرجان فعالية موضوعاتية، والصدفة شاءت أن جميع الأفلام التي يكون موضوعها ‘الهجرة’ يشرف على إنتاجها وإخراجها والتمثيل فيها فنانون من مغاربة العالم”.

هل تعالج كل هذه الأفلام موضوع الهجرة ؟

“فعلا، كل هذه الأفلام يكون الخيط الرابط لأحداثها هو ظاهرة الهجرة”.

هل لمغاربة العالم نصيب من العرض؟

“نعم بطبيعة الحال، مغاربة العالم من بين ضيوف المهرجان، وخلال هذه السنوات كلها يعتبر المهرجان الدولي للسينما والهجرة منصة مخصصة للإنتاجات السينمائية للمغاربة من أرض المهجر، وهذا طبعا يشرفنا ويوسع من نطاق مسؤوليتنا حتى نكون في مستوى تطلعات الجالية المغربية بالخارج”.

مقالات ذات صلة

متألقة بالقفطان.. وفاء الدهري تمثل المغرب بالحفل الدولي لعالم المؤثرين في باريس

مجلة فوغ: مريم لبيض مصممة مغربية تفتخر بجذورها وتمثل بلدها في “الأعوام الثقافية”

الملك محمد السادس: نعيمة لمشرقي كانت رائدة من رواد التمثيل

نجاة رجوي تناشد وزير الثقافة بإحداث حركة ثقافية أسبوعية في المسارح المغربية

نعيمة لمشرقي توارى الثرى بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء

نعيمة لمشرقي.. رحلة “سيدة الشاشة المغربية” من حي الفداء إلى قلوب المغاربة

ريدوان: اشتغلت مع لطفي لأن أمي كانت تحبه وفيلم “البطل” شدتني قصته

لطفي: ظهور ماجدولين وداداس مختلف في “البطل” ولهذا أنا غائب عن الأعمال الأمازيغية

في جولة فنية.. نجم العيطة نسيم حداد يلتقي بالجالية المغربية في فرنسا

تعليقات( 0 )