مصطفى عربوش: اكتشافات شالة توسعة في التاريخ القديم المغمور للمدينة

اعتبر مصطفى بنخليفة عربوش، المؤرخ والكاتب المغربي، أن الاكتشافات التي أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في منطقة شالة، تعد توسعة في التاريخ القديم المغمور للمدينة، وإضافات ثمينة لتاريخ المغرب وشمال إفريقيا.

وتشمل اكتشافات شالة، حماما رومانيا يعد الأكبر بالبلاد، بالإضافة إلى مدفن، ومكان مخصص للطقوس الدينية، ناهيك عن تمثال لآلهة رومانية، يعود تاريخه إلى الفترة ما قبل المسيحية، بالإضافة إلى زخرفات وأرضيات مرصّعة بالطريقة الرومانية.

وفي هذا الصدد، قال مصطفى بنخليفة عربوش، في تصريح لموقع “سفيركم”، إن “هذا الاكتشاف هو في حد ذاته، توسعة في التاريخ القديم المغمور لمدينة شالة، فهي إضافات ثمينة لتاريخ المدينة ولتاريخ المغرب بصفة عامة وتاريخ شمال إفريقيا بصفة أعم”.

وواصل عربوش قائلا: “صراحة اكتشاف شالة هذا، يعتبر أمرا مهما جدا، لسبب واحد، أنه أتى على يد فريق مغربي، شخصيا سررت لسماع هذا الخبر، وهذه فكرة لطالما راودتني منذ القدم، خاصة عندما أرى باحثين فرنسيين، وأمريكيين وبريطانيين، يأتون إلى المغرب، أو من مصر وجميع دول العالم العربي، من أجل التنقيب عن الآثار واستخراج مكنوزات دفينة في بعض المدن، منها تلك المكتشفة في وليلي أو المناطق المجاورة للوكوس”.

وتابع المتحدث ذاته: “أنا أشجع هذا الفريق جدا، وأتمنى له التألق والمزيد من النجاحات المستمرة، وأن يوسع أبحاثه على مستوى مناطق أخرى من المغرب”.

مؤرخ مغربي: خريطة المواقع الأثرية إضافة إلى الثقافة التاريخية والتراثية بالمغرب

واستطاع هذا البحث، الذي انطلق في شهر أبريل الماضي، أن يجعل شالة تتصدر قائمة أهم المواقع الأثرية في المغرب، حيث حظي بدعم مشترك لكل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، من أجل التنقيب في الموقع لمدة قد تصل إلى 15 سنة.

اكتشافات شالة

وأكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، خلال الندوة الصحافية، التي نظمت بمحاذاة الموقع، أن اكتشافات شالة “ستغيّر وجه السياحة الأركيولوجية والثقافية بالرباط”.

وتابع قائلا: “كل ما تحتاجه الأبحاث نحن معه، ولذلك خصصنا ميزانية سنوية قدرها 10 ملايين درهم، لتستمر عمليات التنقيب عشرَ سنوات أو خمس عشرة سنة، ونناقش فتح خطّ مع القطاعات الحكومية الأخرى، يخصّص لتمويل الأبحاث الأركيولوجية؛ لأننا نعرف تاريخنا، لكن تنقصنا تفاصيلُ، وهذا دور العلماء”.

وأشار الوزير خلال نفس الندوة، إلى أنه جرى فتح مؤسسة خاصة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، من أجل توفير الموارد التي تحتاجها الأبحاث الأركيولوجية في المنطقة.

من جهته، ذكر عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أن الحمام الروماني الذي تم العثور عليه بين اكتشافات شالة، لم تكن وظيفته الوحيدة الاستحمام فقط، بل كان فضاء للاستراحة والنقاش في السياسة والثقافة والفلسفة، الأمر الذي يفسره مدى الاهتمام بجماليته.

ووصف عبد الجليل بوزوكار، هذا الاكتشاف الأثري بعبارة “مدينة تخرج من تحت الأرض”.

من جانبه، قال عبد العزيز الخياري، أستاذ بمعهد الآثار متخصص في الأركيولوجيا ما قبل الإسلامية: “لقد صارت المنطقة الثالثة في الأهمية على مستوى المغرب القديم، بعدما كانت في آخر اللائحة، وأظن أننا اكتشفنا أكبر حمام روماني بالمغرب، يتميز بتصميم خاص مبني على مبدأ التماثل، الذي كان في الحمامات الإمبراطورية الرومانية، وبه الكثير من قطع الصباغات الجدارية، ويمكننا بها إعادة التعرف على زخارف كل الغرف، كما عثر على قطع تنتمي لتماثيل متعددة”.

ولفت عالم الآثار إلى أن هذا الموقع لا يقتصر على “الفترة المورية الرومانية فقط، بل تحته يمكن أن يكون استيطان أقدم يرجع على الأقل إلى القرن الأول قبل الميلاد، فمن الممكن أن المنطقة كانت مسكونة من قبل”.

وفيما يتعلق بطموحات البحث في السنوات القادمة، سجل الخياري أنه “ينبغي أن نجد الميناء أولا والمركز التجاري الفينيقي”، لأن هذا الموقع موجود على ضفاف نهر أبي رقراق، أي “على خط تجاري مهم على المحيط الأطلسي”.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

الملك محمد السادس يلبي نداء “التيكتوكر هشام” ويتكفل بمصاريف علاجه

إسبانيا تنقل قاصرين مغاربة إلى مراكز أخرى بعد إيوائهم في ظروف سيئة

ريم فكري تلتحق بركب “صناع المحتوى” بعد نجاحها في الغناء

“البوز” يضع حبيركو في قفص الاتهام وهي توضح لـ”سفيركم”

دراسة تكشف أن الحياة ظهرت على الأرض منذ أزيد من 4.2 مليار سنة